أكتُب وأنا مُجهدة البال تفاصيل هزمي
وأجمعُ دموعي في عبوةٍ لأستخدمها فور انتهاءِ الحِبر
لكنّ الحِبر لا ينفذ، وجريان دموعي لا ينتهي
قيلَ لي أن الدموع تُطّهر ما دنّسته الأيام؛ لهذا أُفرط باستخدامها
وعندما أعلنتُ إنتهائي من الكتابةِ صفعتني ذاكرتي بسربٍ جديد من الهزائمِ التي تناسيتُها
فعاودت الكتابة من جديد
كُلّ فاجعة أصابتني وكُلّ عَقبة عرقلتني خلّفت ورائها كلمات عليّ تركيبها لأفك الشيفرة وأعرف الغاية مما أصابني
لا أذكُر أنّها كانت لصالحي، لطالما كانت لصالح من يودُّ قهري ويتلذذ بمنحي مآسي؛ أكتُبها وأبكيها
وحينما انتهيت خبأتُها كما أفعل بِكُلّ ما بحوزتي من كلمات؛ إنّها بمثابةِ أسراري فكيف أفشيها؟
أعلمُ في قُرارةِ نفسي أن هذه الأوراق ستتحرر وستكون بمتناولِ أيدي الجميع
لكنني لا أملك من الشجاعةِ ما يكفي لأكون مُحررها
أنا جُلّ ما يُمكنني تقديمه هو كتابتها لحين عثور يد شُجاعة عليها، يد لا تُقيدها الكلمات ولا الأقلام
يد حُرة تُحرر ما تلمسه.