_ها نحن ذا .
_في المنتصف تمامًا.
_كحمامة شُلَّ جناحها وسط السماء، فباتت لا تقوى على الطيران، ويعزّ عليها السقوط .
_ها نحن ذا.
_بين قوة ووهن .
تتراقص أمنياتنا على أوتار القدر ، وتجذفها عقارب الساعات بعيدًا في المحيطات .
قد ينتابنا الشعور باليأس لوهلة، وقد يستعمر التشاؤم فكرنا، وتُسلب عزيمتنا رويداً رويداً .
قد يعتري قلبنا الكسل واللامبالاة، وقد نشعر أحيانا بأن الكون عازم على أن يهزِمنا ويردّنا طريحي السنين غير قادرين على مواجهة ذواتنا .
_لنذهب برهة في رحلة قصيرة …
حدّق في الساعة جيداً.
_ ماذا ترى ؟.
_إنها ثلاث عقارب، يطاردُ بعضها البعضَ، قد يتجاوز أحدها الآخر، وقد يراود فكرك بأن أحدها ينتظر الآخر، وقد يختلج في ذاتك الكثير من الأفكار، لكنني أريدك أن تسلط نظرك على فكرة واحدة، وهي أن تلك العقارب لا تتوقف، إنها تمشي باستمرار دائم دون عودة.
أي أنها بطريقة ما.. تتلاشى .. تموت ، تماما كما يموت البشر، تموت الثواني والساعات
_ قم وانهض .. تحرر من قيود الكسل واللامبالاة، أمسك بيد وقتك، لا تدعه يمضي وأنت تنتظر مكانك، لن تحدث معجزة وتحملك على بساط الريح لتضعك في القمة دون أن تتعب، وتسقطُ مرةً، مرتين، وثلاث ..
قم لا تدع أكفان الجهل تسيطر على عقلك، مزقها وانطلق كالسهم الذي لا يتوقف..
خذْ نفسًا عميقًا، وردد بداخلك: أنا أستطيع لاشيء قادر على إيقافي، سأصل وإن كان الطريق صعبًا لا بدَّ لي أن أكون قويًا كفاية لاتجاوزه.
إذا ما أردت الوصول، لا بد أن تمزق جناحك الذي شُلّ وتركض غير مبالٍ للألم؛ فلذة الوصول إلى الحلم تستحق أن تتألم لأجله ..