لصحيفة آفاق حرة:
______________
هواء آخر في رابطة أبولو
بقلم : سيد الرشيدي
دعيت يوم الثلاثاء 8/12/2020 لمناقشة المجموعة القصصية (هواء آخر) للكاتب والناقد السوري محمد غازي التدمري وكان اللقاء في رابطة الأدب الحديث (أبولو سابقاً) التي مقرها في شارع شريف وسط البلد .
وتاريخ رابطة الأدب الحديث معروف أول مدرسة أدبية بمصر والشرق الأوسط ولا تزال تؤدي دورها الثقافي الريادي حتى الآن ولقد جاءتني الدعوة من رئيس الرابطة الأستاذ فايز جعفر وكذلك من الأديب المبدع صاحب المجموعة الدكتور محمد غازي صاحب الإنتاج الأدبي الغذير .
ـتأملاتي لهواء آخر:
وقدمت ورقتي حول هذه المجموعة الثرية في عدة محاور وعندما تصفحت هواء آخر وجدت أن الكاتب قسمها قسمين القسم الأول هواء آخر حوت حوالي 27 قصة قصيرة عالية الجودة في الصياغة الأدبية ذات المهارة الإبداعية .
فوجدت نفسي أمام كاتب يحلق بي في الخيال ثم يفاجئني بالواقعية في نهاية القصة يريد أن يقول لك دعك من الخيال وهذا هو وأقعك الذي يجب أن تعيش فيه وهو الواقع الاجتماعي الحياتي الذي نهرب منه جميعاً وتجده يقنعك بذلك بأسلوبه الجميل الرائع بقلمة الذي طوع اللغة تطويعاً بدون جمود ولا تعقيد.
عنوان هذه المجموعة هواء آخر لقد صور الكاتب في هذه القصة المعاناة التي شاهدها بعينه في سوريا الحبيبة تصويراً دقيقاً مبدعاً وسطرها على الورق جعلك تعيش معه هذه المعاناة كأنك تراها وتشعر بها لكنه في نهاية القصة تنفس هواء آخر في مصر هواء نقي في وطنه الثاني وهو سعيد بذلك الهواء الآخر معبراً بعلم مصر الذي يرفرف أمام عينيه لكنه لم ينسى وطنه الأول العزيز لقلبه .
لقد شدني بأسلوبه الجذاب في عالم الخيال والنهاية الواقعية في قصصه مثلاً في قصة ( الوهم ) يأخذك بأسلوبه ليتجول بك في الخيال ثم يفاجئك ويقول : من الوهم ما قتل نهاية واقعية يعني عش الواقع لا تسرح بعيداً عن عالم الواقعية …الخ
وكذلك قصة (احتراق) بعدما يشدك ويأخذك للخيال يعطيك املاً ويصوره لك وأقعياً ويعبر أنها سقطت تعبيرات فجائية لكاتب متمكن ومتمرس في هذا الفن البارع.
لقد صور في قصصه في القسم الأول أن مصر هي الحضن الدافئ لجميع الشعوب العربية وهي الاحتواء وهي الأرض العزيزة والتراب الغالي والشعوب العربية تتنفس فيها هواء آخر وكذلك صور أن الأوطان العربية لحُمة واحدة ودم وأحد وقلب وأحد لا يفترقون بل هم جميعاً يداً وأحدة ضد أي عدو يريد أن يفرقهم وبين أن سوريا في قلب مصر ومصر في قلب سورياً.
القسم الثاني من المجموعة وهو (قاهرّيات ) وهي عبارة عن قصص قصيرة جداً جداً أي ومضة قصصية بارعة ولقد سألت الكاتب عن هذا الفن قال : لي أربع مجموعات في هذا الفن طبعت في سوريا وأنا أحب القصة القصيرة جدا وأجد نفسي وقلمي فيها تيقنت أن حبه لهذا الفن القصصي ظهر في براعته وتصويره الأدبي الجميل .
ولاحظت أنه يصور في هذه المجموعة قاهرّيات تاريخ معالم مصر حتى أني سميت تأملاتي قاهرّيات تاريخية إرشادية سياحية لماذا لأنه يزور معلم من معالم مصر مثل بحيرة قارون يكتب عنها قصة قصيرة جداً وهكذا ولقد ذكر بأسلوب قصصي معالم كثيرة مثل متحف أحمد شوقي والقلعة وشارع قصر النيل وقصر عابدين لقد دلنا وذكرنا بهذه المعالم الحيوية في مصر وهذا يدل على أنه عاشق لمصر وترابها .
لقد سطر بقلمه السلس السهل على الورق قصص قصيرة جداً في صياغة أدبية ممتعه وهذا ليرشدنا الكاتب عن هذه الأماكن الجميلة وأنها لجديرة بالاحتفاء والأهمية.
لقد أعجبت وتأثرت بالمجموعة الثانية لبراعة الكاتب وإبداعه العالي المتمكن السهل الغير معقد.
في الحقيقة أن الكاتب متمكن من اللغة , عنده مقومات وتشبيهات بلاغية رائعة, قوي الوصف خيالي القلم وأقعي النهاية , لا يسرح بك بعيداً عن الفكرة التي يدور حولها , صاحب رؤية أدبية , يعيشك الحدث , يأخذك لعالم الإبداع كأنه يقرأ القصة لك بصوته الجياش .
– لقد كان اللقاء مثمراً وحضر هذا العرس الثقافي العديد من النقاد والكتاب والإعلاميين ومحبي الثقافة والفنون.
– من قلبي أتمنى للكاتب د/ محمد غازي التفوق والازدهار الأدبي كما أتمنى له الإقامة السعيدة بين أهله في مصر وأن يعود لوطنه سوريا سالماً غانماً سعيداً .