أيا الغافِلُ عن مرأى أجْفانِي
أما علِمت تنهُد الدمعِ أمْطارِ
وما ابتغى المطرُ حين انهمر َ
كالغِثاءِ من سيل العيْن أنهارِ
والغيمُ يتثاءب كأخيلةٍ
بجنْبِ ظلال السّرو تغفُو أوزاري
رُفاتُ الغابرين استحالت وحشه
من عتْمِ اللحدِ شُيدت أقفارِ
هذي الأرضُ ضاقت بما رحبت
فيا سماءُ هل أجدُ عندكِ دارِي؟
خزائنُ العُمرِ شُرعتْ أبوابُها
مقاسًا على مقاسي أم دمارِ!
وإن المقاساتِ كُلها
نسيجٌ واهيِ كقراري
أتتراقصُ السُفُنُ على أوتاري
والبِحارُ صديقةُ أسفاري
وأغلال العالمين على فمي
تشتكي ظلم الشجونُ والكدرِ
كم مشيتُ خلف سربٍ عارِ
وقُلتُ انتشيتُ منه مهبط أشعاري
ماليّ أهيمُ بالدُنيا وقد بّرت روحي
طياتُها أسفٌ. جاثيةٌ من عُمقِ البحارِ
ما برِحتْ تلينُ على كُلي
تلفحُني بالعُود والنارِ
ماذا أقول؟ والأوجاعُ تِذْكارِ
أما علِمت تنّهد الدمعِ أمطارِ!