صوت واحد غريب في الأزقة الغير مسلوكة.. صوت واحد كئيب لا صاحب له يعتلني قمة ذاتي.. يرتكب معصية كاذبة ويرجو الغفران مني ، يتخطى عتبة خالية من الرضى ويتحاشى تهمة لا مفر منها سوى إليها
صوت وصورة محط غيض عتيد يهيم على قلبي برغبة جامحة الرسوخ لا أعرف ماهيتها ..هلوسة دائمة وسط رأسي المقسوم على بعد الغير كاف من هاوية الجنون “طفل ” رث الثياب يسهم في الظلام ويركع بجانب جثة هامدة فقدها الشعور “طفل صغير” يحاول إشعال عود الثقاب لينير الحجرة المغموسة بالسواد اللعين داخل رأسي …كنت أعي يأسي تماما نعم أعيه وأفكر بخطة للخروج من الكوخ المتهالك إلى سقف أكثر متانة منه لأغير قدرا محتوم كتب عنوانه بمهلكتي ولكن الصراخ كان يزيد ويزيد …
فجأة !!
وعلى بعد مسافة ونصف قدر اختفى صوت الصراخ تماما ولمحت “بيرنا”
_بيرنا نفسها التي أسكنتني في طمأنينة مبهمة منذ سنين
_بيرنا نفسها التي لم أتوقع يوما مصادفتها مرة أخرى ..
لكنها الآن قد عادت وأعادت إلى ذاكرتي صور قديمة عاث بها غبار السنين بعد رحيلها !!
اقتربت مني وأكاد لا أصدق نفسي ، تسللت إلى مسامعي أغنيتها القديمة التي سبق وأن أضعت روحي فيها كان وقعها جميل ..جميل وهادئ بات المكان يعلنه بمراسم مقدسة
“بيرنا” بدأت تتلاشى أمام عيني عندما بدأت يداي تحاول الإمساك بها !! لتتحول إلى نور ساطع يهيم على النفوس برعشة منتظرة حلول الصباح
مهلا!! هل يمكن للأرواح أن ترى بعد رحيل دام سبع سنوات مثلا؟!
أختي بيرنا كانت تعدني ألا تتخلى عني مهما نالت الحرب منا وها هي ثانية عادت لتفي بعهدها الذي قطعته على نفسها ذات مساء لتقترب مني أكثر وتقول :
اتبعيني …..