السيرة الذاتية والأدبية للشاعر العراقي الدكتور علي الطائي

الشاعر الدكتور علي الطائي

هو علي بن حسين بن عبيد بن جنابي بن جواد بن خليل … العيساوي الطائي ( 1967م-…..) طبيب وشاعر وكاتب عراقي، كركوكي المولد حلِّي النشأة.

سيرته الشخصية

النشأة: ولد لأب وأم لا يتقنان القراءة والكتابة الا نزراًً يسيرا. ترعرع في قرية من قرى مدينة بابل بعد عودة أبيه من كركوك الى مسقط رأسه عام 1970 فأقام فيها، فكانت نشأته في هذه المدينة التي تضرب في عمق التاريخ، والتي لا يشك أحد في فضلها على الانسانية، لأنها صاحبة الحرف الأول في البشرية.

دخل المدرسة الابتدائية في قريته الصغيرة الهادئة القابعة على ضفاف الفرات ( النخيلة الشرقية) عام 1973، ومن ثم المدرسة المتوسطة (الوحدة) عام 1979، وأنهى دراسته الاعدادية عام 1985، تخرج فيها من اعدادية (الفيحاء) بتفوق، فدخل كلية الطب في الجامعة المستنصرية. أكمل دراسته الطبية فيها عام 1992م. عمل طبيبا في محافظته بابل في ذات العام وتدرج كطبيب حتى عام 2001 م. سافر بعدها الى الأردن ثم اليمن بعد تركه الوظيفة في العراق نظرا لسوء الحالة الاقتصادية بسبب الحصار الدولي على العراق كعقوبة لغزو الأخير لدولة الكويت. عاد بعدها بعام أي 2002م الى العراق. وفي عام 2014م حصل على شهادة الدبلوم العالي في طب الأسرة من جامعة بابل / كلية الطب. ومازال يعمل طبيبا.

سيرته الأدبية

كانت بداياته الأدبية قد تبلورت ولم يبلغ الرابعة عشرة من عمره. كان محبا للغة العربية والبلاغة والأدب. كان بارعا في كتابة التعبير أو ما يسمى بـ (الانشاء) وهو جزء مهمل من درس اللغة العربية في مدارسنا ولا يستسيغه أغلب الطلاب، حيث يعمد أغلبهم الى اقتباسه أو استعارته من الأصدقاء أو من الكتب وقراءته في الصف. لم يكن ينتهج هذا المنهج بل كان يكتبه بنفسه، مما أثار اعجاب أستاذه (الاستاذ كاظم جواد) الذي أعفاه من امتحان اللغة العربية لأنه كان قد أحرز العلامة الكاملة فيه، حتى أنه أهدى له كتابين أحدهما كان مجموعة قصصية، والآخر يبحث في علم النحو. ومن بعده (الأستاذ فريد الجزائري) الذي كان من عادته التكلم باللغة الفصيحة اثناء تواجده في المدرسة. كان الأستاذ فريد مُدرساًً من الطراز الأول، يضاف الى أخلاقه العالية وطريقته في الالقاء أمام الطلاب واسلوبه المبسط في توصيل المعلومة. هذان المدرسان كانا صاحبي الفضل الأعظم في صقل موهبته . حاول حينها كتابة القصة القصيرة فكتب قصة ( أبي) التي لم يكن مقتنعا بها بعد لأي من السنين، فاتجه الى محاولة كتابة الشعر العمودي والحر، فكتب أول أبيات عام 1989  (أي قبل ثلاثين عاما)ومنها

منذ الصبا عشقت الشجر

عشقت النخيل عشقت النهر

عشقت الغدير عشقت الهدير

عشقت التراب عشقت الحجر

ومر النهار بثوب الاصيل

ومر الصباح بثوب السحر

كانت السنين عجافا في تسعينيات القرن الماضي بسبب شدة وطأة الحصار الاقتصادي. انشغل حينها بوظيفته ذات الدخل البائس من أجل توفير لقمة العيش لعائلته ، فكان يكتب حينها على استحياء حتى تلف الكثير مما كتبه.حل عام 2001 حيث سافر حينها الى اليمن ، وكانت فترة خصبة قابل فيها الكثير من الأدباء والكتاب والمثقفين في مدينة (حجة ) وفي (صعدة) و (صنعاء)، فكتب قصيدة (حديث الغربة) ردا على شاعر يهودي يماني، من اليهود الذين لم ينتقلوا الى فلسطين. كتب له قصيدته عن الغربة، فكتب قصيدته لأجل هذا والتي يقول منها:

وَرَدْتُ الْمنُونَ بِهَا غُرْبَتي

أَيَا لَيْتَ شِعْرِي، جَنَتْهُ يَدَي

أَرُوحُ وأغدُو رَفِيقَ الشُّجُونْ

وَأُخْفِي الْحَنيْنَ، وَأَرْجُو غَدِي

وَيَأْتِي الْغَدَاةُ وَيَمْضـِي الْمَغِيبْ

وَتُطْوَى اللَّيَالِي بِلَا مَوْعِدِ

وَزُرْتُ الْقُبُورَ وَطَافَ الْخَيَالْ

فَقَبْرُ الحبيبةِ كالمُنْشِدِ

كَأَنِّي وَلِيدٌ وَلَجَتُ الْحَيَاةْ

فَأَحْيَا بِحِجْرِكِ فِي سُؤْدَدِ

أَلِفْتُ الْأَنِينَ وَعِفْتُ الْحَنينْ

وَفَيْضُ الْأُمُومَةِ لَمْ يَنْفَدِ

تَمُدُّ ذِرَاعًا بمليءِ الْحَنيْنْ

لِتَبْسُطَ كَفًّا تَريبَ الْيَدِ

فَتَمْسَحُ خَدًّا بَراهُ النُّحُولْ

وَتَلْثِمَ عَيْنًا بِثَغْرٍ نَدِي

سَلَامٌ عَلَيْكِ سَلَامَ الفَقيدْ

سَلَامَ الحبيبةِ فِي الْمَوْعِدِ

عَجِلْتِ الرَّحِيلَ فَطَالَ الرُّقُودْ

وَعَينُ الْمَنِيَّةِ لَمْ تَرْقُدِ

ذَكَرْتُ النَّخِيلَ بِتِلْك الْجِنَانْ

وَعبْقَ الْوُرُودِ وَضِيقَ الْيَدِ

كان مولعا بالخطابة منذ أيام الدراسة الاعدادية. وحينما كان في اليمن اعتلى المنبر الأدبي الذي كان يعقد كل عام بمناسبات دينية على الأغلب فكان خطيبا مميزا ونال اعجاب المثقفين هناك .

كتب النثر والشعر على السواء وكثيرا ما كتب الحكم والكلمات القصيرة. توجه الآن الى الشعر العمودي وقد وفق للكتابة فيه بكل بحوره وأغراضه رغم أن بعض بحوره لا يستسيغها .

الآثار الأدبية والعلمية:

أغلب كتبه لم تطبع الى هذه اللحظة ومنها

(ديوان حب في وطن ضائع ) طبع  2020 .

(كتاب حواريات الطب) بعدة أجزاء لم يطبع بعد.

(لطائف وطرائف الأدب )لم يطبع بعد.

(كوميديا المرأة في الأديان) جاهز للطبع.

(كوميديا المذاهب) جاهز للطبع.

(كتاب الشعر الطبي) (فيه عدد كبير من قصائده الطبية وهي من الشعر العلمي والتعليمي لم يكتمل .

كتاب (طب الأطفال في ألف سؤال وسؤال) بعدة أجزاء طبع منه الكتاب الأول 2020م.

(كتاب شعراء طائيون عبر التاريخ) بجزئين لم يطبع بعد.

وظيفة الأدب

وظيفة الأدب عنده أن يكون رسالة مهيبة ومحترمة ويجب على كل مثقف وأديب أن يوظف قلمه من أجل قضايا شعبه ووطنه ولا يحابي بشرا أم معتقدا يحاول أن يهدم المجتمع. ويقول عن نفسه ((أنا إنسانٌ وأعمل لأجل الانسان مهما كان دينه أو معتقده، ومهما كان لونه. الإنسان والأرض هما عماد هذه الدنيا فاعمل لأجلهما).

نبذة من قصائده

كتبت الكثير من القصائد في الوطن ومنها:

عَتَبــي على قَومِــــي، تَشـَرذَمَ جَمْعُهُــمْ قـلبــي علــى أهلــي، كَفَوْرَة ِمِرجَــل ِ

وَهَبـــُـــوا العقــــُولَ لكــاذِب ٍومُــدَلِّــــسٍ    فـكــأن شـَـرْع َاللهِ شــــــــَرعُ مُـــدَجّـِــــــل ِ

وَأَلُــــُوا اليـــكَ يقــودُهــُمْ طمــعٌ بهـــــم أغــرَيْتَــهُــــــمْ في خيـــرِ ذاك السَّــلْسَـل ِ

فـَوَهَبْتـَـهــُمْ خَيــــــــرًا جَـــزيــلاً، وافــــرًا      هل يحكــُمُ القِسطاسُ أَنَّ الخيـرَ لـي؟

وأُحـــِبُّ خَلــــــــقَ الله ِذلــــك مـــذهَبــي      لَســــتُ الـــذي عـــن حبّهِــم في بَـــــلبَـــل ِ

وخُـلِقتُ مـــن أرضٍ تَـقَــادَمَ إرثــُهــــــا    لســــتُ الـــــــذي بالمُنكـــِر ِالمُتَحــــــَــوِّلِ

ولطــالمـــــا كنتـــــُم لمـَــدحــيَ مَنــــــزلاً       أكــــــرِمْ بـــه ِمــــن رَوضَــــةٍ أو مَنــــــــزلِ

ليسَ التقــــــــدّمُ أَنْ نَعيــــبَ زمـــانَنَــــــا     فلقـــَـد تـــَزَاحــــَمَ عَيبُنـَــا في الَمحْمَــــــل ِ

أوَ ننــــدُبَ التاريـــخَ ذلــــــــــك طبعُـــــنا       مـــَــا ذَنبــُــهُ التـــّاريــــخُ إن لــــم نفعَــــــــل ِ

ولقـــد تَغَنــّوا بالكـَــرامــَةِ، مُـــذ أتَـــــــوا        حُلْـــــــمُ الكــرامـَــة ِمقصــَــــــدُ المُتَذَلــِّــل ِ

والقصيدة طويلة.

وكتب في الغزل ومنها:

اسْقِنـــِـي شَيْئــاً فَشَيْئــاً مِنْ نَبِيذِ الحُّبِّ كَـــــــــاسِي

اسقِنـي فاللّيلُ يَمضـِي وأزِلْ صَدْعـــًا بـــِراسِــي

إنّمــَا الحُبّ انسجـــــامٌ لا تكـُنْ صعـــبَ المِـراسِ

يُبلِــجُ الصّبـــحُ قريــبـــًـا يَمحقُ سَطْـوَ النّعــاس ِ

أستعيـرُ الحُسنَ مِنــكِ ساهرًا كـُـــلّ الأمَـاسي

لـم أجــدْ شيئًا جميــــلاً لــم أجــدْ خِـــلاًً يــواسي

تــاركًا كــلّ البــرايــــا فيـــك ِأهنــا بانغــِــراسِ

إنّمـــــا لَيلــِـــي حبيــــــبٌ فيـــه أسلـُـو عــن أُناسي

إنــمـــا فجـــري مُحَيـــــّا ذاكَ صـــِدقٌ بالقيــاس ِ

هَمُّنـــــا أضحــَى ثقيــلاً بالغـــًا ثُقــــلَ الـــرّواسِي

كـُــلُّ فرد ٍبـــــات فينـــا يشتـكــي دومـــًا يُقاسِي

نحنُ في عَصْـرٍ كَؤُودٍ نتّقــي شـــرّ السّياســــِي

لا تحــــَاري في قياسـي واستجيبـي لالتماسـي

مالهـَـــا في البـَـــين ِحـَــلٌ غَيـرُ كأس ٍوحمــاس

وغيرها الكثير.

قصيدة وطن

اشترك في كتابة (قصيدة وطن) أو رائية العرب التي كانت فكرتها للدكتور المفكر صالح الطائي وقام بتأليفها مجموعة كبيرة من شعراء الأمة العربية. طبعت القصيدة في كتاب مستقل بعد أن بلغ عدد أبياتها 371 بيتا من الشعر العمودي بصياغة 139 شاعرا من شعراء الوطن العربي الكبير. وطبع الكتاب في المغرب العربي ومن ثم في بغداد عام 2020م.

– عضو جمعية الرواد الثقافية المقر العام فرع بابل

– عضو في لجان تقييم النصوص الشعرية في عدة منتديات ومجلات عربية في العالم الافتراضي ووسائل التواصل

– سفير الابداع الثقافي في المنتدى الثقافي الدولي للانسانية والابداع لعام 2020م والمسجل لدى الأمم المتحدة.

– متقدم للانضمام الى الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق

 

 

 

 

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!