السيرة الذاتية والأدبية للشاعر ناجي نعسان آغا

شاعرٌ رسمَ ظلّهُ فوقَ ظل وطنه ، وأطلقَ روحهُ في ربا بلادهِ وطارَ في السماءِ هائماً كطائرٍ حر يعزفُ أغانيهِ بلحنِ الألم مرةً والأملِ مرة ،

غزلَ أشواقهُ ونثرَ ما في قلبهِ كعاشقٍ أحالهُ الحب إلى عودٍ متوهجٍ محترق ،

وهو مِنْ مواليدِ مدينةِ إدلبَ عامَ 1966 ميلاديَّة.

حاصلٌ على الإجازةِ في اللّغةِ العربيّةِ مِنْ كليّةِ الآداب جامعةِ حلبَ عامَ 1988.

مدرسٌ وكاتبٌ وشاعرٌ  شارك في العديدِ من المهرجانات واللقاءاتِ الأدبية ، له ديوانُ شعري وقصائد عدة منشورة في الصحفِ والمجلات ، رائد من رواد ديوان نخبة شعراء العرب التاريخي ( شعراء سوريا ) وديوان ( شعراء الشام ).

 

السيرة الذاتية :

* ولدت ونشأت في مدينة إدلب تلك المدينة الهادئة الوادعة النائمة بين أشجار التين والزيتون في الشمال السوري ، تلك المدينة التي كانت تسمى( الأزهر الصغير )

لكثرة الفقهاء والعلماء والمفكرين والمثقفين فيها ، وممن عاصرتهم في تلك الفترة من عمري : الشيخ العالم الجليل نافع شامي رحمه الله والشيخ حكمت نعسان آغا والشيخ حكمت المعلم والأديب المفكر الفقيه العالم الأستاذ أحمد قطيع والأستاذ أحمد نعسان آغا والأستاذ مصطفى قطيع وغيرهم الكثير .

نشأت نشأة دينية كبقية أبناء جيلي حيث كان مسجد الروضة وهو مسجد الحي الذي نسكنه ( حي القصور ) كان بيتنا الكبير فلا نكاد نخرج منه إلا لنعود إليه مرة ثانية ، كان كخلية نحل يجتمع فيه الكبارر والصغار لتلقي العلوم الشرعية ، تتلمذت على يد الشيخ يوسف كرزي رحمه الله في البداية ثم على يد شيخي ومعلمي ومؤدبي الأديب الشاعر الشهيد ( زكريا سنبل ) والذي اعتقل في الثمانينات واستشهد في المعتقل فيما بعد رحمه الله .

كان والدي رحمه الله قارئاً نهماً ومحدثاً بارعاً يمتلك فن صياغة الحديث بأسلوب لا مثيل له ، وما دخلت عليه مكتبته ( المكتبة العربية ) إلا ووجدت بين يديه كتاباً يقرؤه ، ولا تكاد تجد أحداً يدخل المكتبة أو يخرج منها إلا والابتسامة تعلو وجهه مما سمعه من والدي من طرفة أو معلومة مفيدة أو قصة فريدة ، كان رحمه الله أشبه بحديقة مليئة بالأشجار والزهور النادرة تدخلها لتستظل بظلها فيفيء عليك شجرها بما لذّ وطاب .

أحببت اللغة العربية من خلال هذا الجو المحيط بي ومن خلال معلميها الذين أذكرهم بكل ود وأذكر منهم : أ. أحمد نعسان آغا أ. لطفي أصفري أ. يحيى السيد أ.غسان أصفري أ.جهاد نعسان آغا

قرأت لشاعر إدلب الخضراء الأستاذ بديع المعلم ولا زلت أذكر ديوانه ( تحت ظلال الوحي ) وأترنم بقصيدته الجميلة في حب إدلب

أهواك إدلب في حلي ومرتحلي

فأنت مهد الهوى والحب والسمر

* انتقلنا في بداية الثمانينات للعيش في المملكة العربية السعودية وسكنا في مدينة ( الرّس ) في القصيم ، كنت في الصف العاشر ،بدأت أتابع عبر شاشة التلفزيون وقتها الشيخ الجليل ( علي الطنطاوي ) رحمه الله من خلال برنامجه الشهير وقتها ( نور وهداية ) شدني أسلوبه المشوّق وعلمه الواسع ، جذبتني تلك الشخصية بلهجتها العفوية الدمشقية المحببة وبدأت أقرأ كتيبات له من مثل ( يا ابني – يا بنتي ) ثم ( رجال من التاريخ  – قصص من التاريخ – نفحات من الحرم – صور وخواطر ) ….إلخ بعدها استطعت أن أحصل على كتابه القيّم ( مذكرات الطنطاوي ) بأجزائه الثمانية فوجدت فيه الأدب المبسط والتاريخ والفقه واللغة .

ثم قرأت كما أبناء جيلي وقتها للمتنبي والرافعي والمنفلوطي وجبران والمعري والشابي وإبراهيم ناجي  ولا يزال وقع ما قرأته في الذاكرة فأترنم بقصيدة المعري الشهيرة

غير مجدٍ في ملتي واعتقادي

نوح باك ولا ترنم شادي

وشبيه صوت النعيّ إذا قي

س بصوت البشير في كل نادي

إلى أن يقول :

خفف الوطء ما أظن أديم الأر

ض إلا من هذه الأجساد

سر إن اسطعت في الهواء رويداً

لا اختيالاً على رفاة العباد

رب لحدٍ قد صار لحداً مراراً ضاحك من تزاحم الأضداد

ودفين على بقايا دفين

في طويل الأزمان والآماد

وأسرح مع المتنبي في حكمه الشهيرة

– من يهن يسهل الهوان عليه

ما لجرح بميت إيلام

– ما كل ما يتمنى المرء يدركه

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

-ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

– على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وأترنم بقصائد الشاب التونسي الشابي في ديوانه ( إرادةالحياة )

إذا الشعب يوماً أراد الحياة

فلا بد أن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلي

ولا بد للقيد أن ينكسر

ومن لا يحب صعود الجبال

يعش أبد الدهر بين الحفر

* عدت إلى سوريا سنة 1983 ودرست اللغة العربية وآدابها في جامعة حلب وكنت من المحظوظين

إذ درست على عباقرة النحو والصرف والأدب أمثال د. فخر الدين قباوة ود. عمر الدقاق ود. محمد حموية ود. فايز الداية ود.محمد ألتونجي ود.أحمد زياد محبك ود.نور الدين عتر  ود.عيسى العاكوب الأديب والناقد الذي كان يطربني في تذوقه للنصوص الأدبية والأستاذ محمد إنطاكي والأستاذ محمود فاخوري الذي كان يأسرني بطيب خلقه وموفور أدبه .

وقرأت بحكم دراستي مختلف الآداب الجاهلي والإسلامي والأموي …. وهكذا

ومع مرور الزمن يجد الإنسان أثر ما يقرأ في تكوين فكره وثقافته

فالإنسان لا يذكر عدد الوجبات التي تناولها منذ صغره حتى اليوم لكنه يعلم أن تلك الوجبات ساعدته في النمو والوقوف على قدميه ، كذلك القراءة فقد تنسى الكثير من الكتب التي قرأتها لكنك بعد سنوات ستجد تأثيرها في نمو فكرك .

ألقيت عصا الترحال في الكويت

منذ عام ١٩٩٣ ولا زلت إلى الآن مع أسرتي مقيماً فيها .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!