أبكي وطَني أم أهجو المُخَرِّبا
على من المُقهَرُ يَرمـي العَتبا
إن ثارَ الشَّعبُ كَجرفٍ قد يُصيبُ
ها نحنُ لَثمنا عُقباهُ في الحِقبا
كيفَ يَغرُبُ عن بالِكُم يا حُكَّامُ
عندَ القَسوَةِ يأتي ما ليس مُرتَقبا
مُنارٌ رأيُكُـم والأيـامُ داجيَـةٌ
الظُّلمُ يَثورُ مهما بالجُورِ عُصِبا
ضُلعُ الجَريحِ الذي رَميتَهُ يَئِنُّ
طاوَعَهُ الصَّارِمُ واستشاطَ غَضبا
شَكا أمرُ الجَهالَةِ وكيدُ المِراسِ
ومَن نَكَّبَ الأحكامَ ورَمى الرُعُبا
جالَ الحِقدُ والشَّحناءُ مما اِجتَرَموا
لهذا حَدُّ الحُسامِ على الفجورِ نَبا
لَقَد صالَ كَفُّ الواصِلِ على البَريءِ
ويَعلَـمُ أنَّ العُمرَ يَعدو مُقتَضِبا
وراءَهُ مَواهِبَ الفاسِدِ السَّالِبِ
فَليعلَمْ مَن كان بالعَمى مُغتَربا
ما يَطلُبُهُ الكَريمُ عَدلُ الأرزاقِ
حَتى يَنبُتَ مِن كَثرَةِ عَيِّهِ العِنَبا
للـهِ مِن ذَلَّــةِ العقولِ عندمـا
يَذرِفُ البؤسُ ويبقى مُبتَسما
لا تُدارُ الأمورُ على سُلافَتِها
ولا يَقوى بالحُكمِ مَن اِنتَشى طَرَبا
قُـلْ للنّزيفِ الذي أدمَـن سَيَقَعُ
وهو بِذاتِهِ أطلَقَ السَّوطَ والحِرَبا
في رَجـاءِ الأزمِنَةِ وحدَهُ يبقى
مَن اِستَغرَقَ بساحَةِ الوَغى مُنتَصِبا