سَعيرُ المَوهبةِ في بُقعةٍ قَفراءُ
ما أمكَنَ في رُبوعها الإجداءُ
هي أبعدُ من خِوارِ الأرضِ
شُتاتُ أبياتٍ بالأثير هَيماءُ
وما طاوعَها كَيدُ الأذيةِ
والمَادةُ في شُهى النفسِ سَواءُ
من رأى في آخرِ الهِجيعِ بِصيصا
نورُ أبدٍ في الزَّوالِ وضّاءُ
تَعجزُ الصُدورُ النَّاصيَةُ فيهِ
أعمدَةٌ من الأسطُرِ برّاءُ
أسكرَها جِنانٌ في أخلادها
نَضحُ أسفارٍ في عُمقِها وفاءُ
في صَفنةِ دِنانِها مَيلُ الروحِ
إلتَحَفها في سَعيِها رِداءُ
المَعرفةِ في ظلامةِ الأبعدِ
ورَصعُ الكونِ في الذُّهبة بهاءُ
إن تثاقلَ القلمُ في الهروبِ
فالنصلةُ في المدواة إباءُ
ومَن أدرى في سُمرَةِ الأذاهيبِ
مدارٌ فيهِ مَجاهلٌ غَرَّاءُ
إنَهُ عالمٌ لا يشبِهُ هذا
نقيضُ أرضٍ حِلَتَّها جَوفاءُ
لا يَستكينُ مَن رامَ المَجاهِلَ
الروحُ بمن أحبَّ الهَيمَ شَرداءُ
أقطابٌ في مَلاذِ الأنجُمِ تائهَةٌ
والحياةُ في صَمتِ الغَيبِ جَهلاءُ
جو أبي الحسِن