كمن نبش اللظي من قعر نارِ
تأجج اذ تساءلُ باستعارِ
تعاظم غيظها ماجت و هاجت
جنونا ما كمثله من سعار
و من احشائها فارت و صارتْ
كبركان غوي الانفجار
اتعنيني .. اجبني .. لم تطق ما
بعيني إذ تأملها وقاري
لطول تأمُُلِي ضاقت بصمتي
تَمَلَّكَها شعور بالحصار
لقد فَشِلَتْ و ما اسطاعت تخطِّي
حقيقة وضعها .. ما من فرار
بكل السخف لاذت بالتعالي
مكابرة تمظهر باحتقاري
و قالت : طول صمتك ليس إلا
لأنك ما ارتقيت الى مداري
لأنك عاجز عن قول شيء
لتبرير انحرافك عن مساري
لأنك لا تبين .. جهلت قولي
و فلسفتي فنوني في الحوار
لأنك .. في خفوت .. لست ممن
يشرفني وجوده في جواري
و في عيني رأت خيباتها .. لم
تطقها .. ما انفعالي بمستثار
ككتم الغيظ ابدت .. ما عساها
بزلزلة دهتها ان تواري
فأقعت برهة صمتت و ثارت
اجبني .. لا تزد غضبي حذار
أ تعنيني .. تقطب حاجبيها
تكشر ناب فتاك و ضاري
ضحكتُ و قلتُ : حسبك لا تمادي
كفى نزقا لقد عيل اصطباري
فَصَمْتي لم تطيقي .. لن تطيقي
إذا ما فاض بالبوح انهماري
أ تعنيني .. سألتِ .. فما جوابي
و أنت و لا سواك معي بداري
أجل إياك اعني .. أجل .. أجيبي
أ صُنْتِ مودتي حتى تغاري
و هل في الحب إلغائي و طمسي
مصادرتي و اهدار اعتباري
و شيطنتي لرفضي ان تمسي
مقامي قيمتي رائيي قراري
لكم سفَّهْتِني و جزمتِ أن في
مخالفتي رؤاك عما خساري
تراني عينك العمياء أعمى
بغير هدى اسير بلا منار
تنادينني : آمن .. بماذا
أ للعلياء أرقى بانحداري
تلومين الذي تجدين منى
و كيف ترين للرشد افتقاري
ألا شاهت وجوه رؤاك قلتِ :
أجبني أو فحكمي فيك سارِ
أبت عيناك تبصر معجزاتي
و لم تؤمن بآيات اقتداري
لقد بَيَصْتُ وجه الفحم فاتركْ
جحودك ليس يجدي لا تمارِ
كسوتُ الجمر لطف و عطر زهر
فمن فني و هندستي يجاري
أ لم تعلم أ لم تبصر بأني
سقيتُ السُّحْبَ مزنا من قفاري
جعلت الهش صلدا منه اضحي
عصي الهندوان هو الفخاري
فهلا قلت .. قل : نهر اجاج
و عذب سائغ ماء البحار
و قل : هذا زئير و ناب ثور
سنام و قرن ضرغام الخوار
هديل البوم زقزقة الغراب
نعيق عنادلٍ وِرْقٍ كناري
وقل عسل الافاعي سم نحلٍ
وفسق فراشة ونقاء فار
مخالب ضفدع و نقيق نسر
نهيق الخيل تصهال الحمار
**
هو العبث الذي استهواكٍ حتى
جحدتِ الشمس في وضح النهار
و صرتِ بلا هدى تجدين ما لا
يليق هو القويم الاضطراري
بعينك لا سواها كان ذلي
لعزي و انحساري لانتشاري
بعهري اصون طهري كل شكري
لقهري بانتصار الانكسار
فخاري نسل عاري ابو عماري
دماري و اندثاري ابو ازدهاري
**
هو استخفافك الأعمى بسامٍ
بشرع الله و العُرف الحضاري
هو استخفافك الأعمى تمادى
و قادك دون ريب للبوار
و اي اللطف في قمع أثيم
يعربد عسفه في كل دار
و أي العدل يرغم رأي حر
يري اكراهه محض اختياري
و اي الرشد في حلم برحب
فسيح كالمدى في قعر غار
و هل سميت ما تأتين جودا
ألا للجود و الكرم اعتذاري
.
.