أجل إياك أعني/ بقلم:محمد شنيني بقش(اليمن)

 

كمن نبش اللظي من قعر نارِ
تأجج اذ تساءلُ باستعارِ

تعاظم غيظها ماجت و هاجت
جنونا ما كمثله من سعار

و من احشائها فارت و صارتْ
كبركان غوي الانفجار

اتعنيني .. اجبني .. لم تطق ما
بعيني إذ تأملها وقاري

لطول تأمُُلِي ضاقت بصمتي
تَمَلَّكَها شعور بالحصار

لقد فَشِلَتْ و ما اسطاعت تخطِّي
حقيقة وضعها .. ما من فرار

بكل السخف لاذت بالتعالي
مكابرة تمظهر باحتقاري

و قالت : طول صمتك ليس إلا
لأنك ما ارتقيت الى مداري

لأنك عاجز عن قول شيء
لتبرير انحرافك عن مساري

لأنك لا تبين .. جهلت قولي
و فلسفتي فنوني في الحوار

لأنك .. في خفوت .. لست ممن
يشرفني وجوده في جواري

و في عيني رأت خيباتها .. لم
تطقها .. ما انفعالي بمستثار

ككتم الغيظ ابدت .. ما عساها
بزلزلة دهتها ان تواري

فأقعت برهة صمتت و ثارت
اجبني .. لا تزد غضبي حذار

أ تعنيني .. تقطب حاجبيها
تكشر ناب فتاك و ضاري

ضحكتُ و قلتُ : حسبك لا تمادي
كفى نزقا لقد عيل اصطباري

فَصَمْتي لم تطيقي .. لن تطيقي
إذا ما فاض بالبوح انهماري

أ تعنيني .. سألتِ .. فما جوابي
و أنت و لا سواك معي بداري

أجل إياك اعني .. أجل .. أجيبي
أ صُنْتِ مودتي حتى تغاري

و هل في الحب إلغائي و طمسي
مصادرتي و اهدار اعتباري

و شيطنتي لرفضي ان تمسي
مقامي قيمتي رائيي قراري

لكم سفَّهْتِني و جزمتِ أن في
مخالفتي رؤاك عما خساري

تراني عينك العمياء أعمى
بغير هدى اسير بلا منار

تنادينني : آمن .. بماذا
أ للعلياء أرقى بانحداري

تلومين الذي تجدين منى
و كيف ترين للرشد افتقاري

ألا شاهت وجوه رؤاك قلتِ :
أجبني أو فحكمي فيك سارِ

أبت عيناك تبصر معجزاتي
و لم تؤمن بآيات اقتداري

لقد بَيَصْتُ وجه الفحم فاتركْ
جحودك ليس يجدي لا تمارِ

كسوتُ الجمر لطف و عطر زهر
فمن فني و هندستي يجاري

أ لم تعلم أ لم تبصر بأني
سقيتُ السُّحْبَ مزنا من قفاري

جعلت الهش صلدا منه اضحي
عصي الهندوان هو الفخاري

فهلا قلت .. قل : نهر اجاج
و عذب سائغ ماء البحار

و قل : هذا زئير و ناب ثور
سنام و قرن ضرغام الخوار

هديل البوم زقزقة الغراب
نعيق عنادلٍ وِرْقٍ كناري

وقل عسل الافاعي سم نحلٍ
وفسق فراشة ونقاء فار

مخالب ضفدع و نقيق نسر
نهيق الخيل تصهال الحمار

**

هو العبث الذي استهواكٍ حتى
جحدتِ الشمس في وضح النهار

و صرتِ بلا هدى تجدين ما لا
يليق هو القويم الاضطراري

بعينك لا سواها كان ذلي
لعزي و انحساري لانتشاري

بعهري اصون طهري كل شكري
لقهري بانتصار الانكسار

فخاري نسل عاري ابو عماري
دماري و اندثاري ابو ازدهاري

**
هو استخفافك الأعمى بسامٍ
بشرع الله و العُرف الحضاري

هو استخفافك الأعمى تمادى
و قادك دون ريب للبوار

و اي اللطف في قمع أثيم
يعربد عسفه في كل دار

و أي العدل يرغم رأي حر
يري اكراهه محض اختياري

و اي الرشد في حلم برحب
فسيح كالمدى في قعر غار

و هل سميت ما تأتين جودا
ألا للجود و الكرم اعتذاري
.
.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!