جوقة نور :
أيـَـا ليْــــلُ يــا أقـــدمَ الأنـبـيـــــاءِ
يُـلـقـّــنُ وَحْــيَ الـدُجَــى للغـيــوبِ
ومِـنْ قبْــلُ كـان العَـمَـى والظــلامُ
يـُطـوّقُ قـلـبَ السّكـــون ِالمَهـيــبِ
على الأرض ظِــلٌّ شبيــه الأسَـى و
دخــانٌ جَـثـَى بالفضــاءِ الـرّحيــب
رحِيــلٌ ، وعَـوْدٌ ، ولا يـومَ يـمضِي
ولا مَشْـرقٌ فـي انتـظــار ِالمَغـيـــبِ
فيَا مَطـلع ِالفجـر ِأيْقـظـْ ” أرُوُرَا “1
علـى الأرض ِدَقـّـتْ خـُطـَــا الزمَــن ِ
و ليـسَ بعَـيـْنـيــهِ غـيـــرُ الفـــراغ ِ
و رُوُحَـيـْـن تــاهــــا ، و مِـنْ بـدن ِ
و ريـــح ِ سَخِـيــــنِ أصـابـعُـهـــــا
تـَحَـــرّى الشـتـَـاتَ عـلـى ضَـغـَـن ِ
تجُـوبُ التـّخـُـومَ اشتعـالاً خـَفـيّــاً
و نـامُــوُسُهـــا غـيـــر مُـؤتـَمَـــن ِ
هـو البَـدْءُ ، من قِـمّـةِ النـورِ جـاءَ
ليَـحـكِـــيَ سِيـــرتـَـــه للـزمــــــانِ
يـُلاحِــقُ أوْهـامَــه قـَبـْضَ ريـحٍ
و يـَشـْـقـَى ، وكفـّــاهُ فـَارِغتــانِ
على حَـافـّةِ المَوْتِ يرجـو الحياةَ
ويَـسْتـلهـمُ الخلـدَ من كلّ فــــانِ
بأيّ خـطيـئــاتِــهِ قـد عَـصَــــاهُ
ويـبكيَ فـردَوْسَـهُ في الجنـَانِ !؟
تعَـلّـمَ – قبلاً – حديثَ السمـاءِ
و أوْحَـى لـه صَـوْلجَـانُ الأبَـــدْ
بأنـّـكَ سِـــرُّ اكتمــالِ الجمـــالِ
و ثـَمّــة َرُوُحٍ تـَصُـوُنُ الجسَـدْ
عَصَيتَ – أبانا – ” ولا تقربا ”
وهـذا بـكِبْـــرٍ أبَـى و اسْـتـبــَــدْ
فيَـالـيْـتـهُ مـا غـَوَى أو عَصَى
ويـالـيْـت إبليــسَ كان سَجَـدْ !
جوقة مظلمة :
كَـوَجْــهِ الظــــلامِ الـذي لا يــَــــزالُ
على سَوْءَةِ الرّفضِ ، نوْءَ السقوطـْ
وإذ قال : ” لا ” ، خَذَلتهُ الرُّؤَى ()
واستحَـالَ إلى المَحْـوِ قـَيـْدَ القـُنـُوطـْ
يُــرَى في خـُـطــاهُ انشقـاقُ الفتـُونِ
وفي سَجْـدتـيْـه طقــوسُ الهبُـــوطـْ
ونــــارٌ و لا ضَــيّ نــــورٍ ، و وَادٍ
سَحيـــقٌ ، ولا باركتـْـه الشطــوطـْ
كَـرِحلـــةِ شـكٍّ مَـشـاهـا السّـديــمُ
يُـعَـانِــدُ وَعْـيَ الميـــاهِ السّـــرابْ
ويَـرْسُـفُ في قـيْــدِهِ رَهْـنَ ظــنٍّ
يُـصــارعُ بـُركـانـَـــهُ والتــــرابْ
يـُلـمْـلِـمُ فـي خـوْفِــهِ كـلَّ جَـمْــرٍ
ويـَمشِـي على لـفـَحَـات اليَـبَـابْ
فـوَيْــلٌ لـهُ إنْ عَـصَتـْـهُ خـطــاهُ
ووَيْــل إذا طـاوعَتـْه الصِّعَـابْ !