أطوف ببيتكمْ أسعى
لعلَّ الروح قد تخشع
أُتِمُّ تمامها سبعا
فلا أبكي ولا أدمعْ
متى قد أذرفِ الدَّمعا
أفي صحوي أم المضجَعْ !
– سألتُ البيت لي سمْعا
فما أصغى ولمْ يسمَعْ
ونودِيَ للصلا جمعا
ركعتْ وراءهمْ أربعْ
كأنٍّي لستُ من صنَعا
فلم أسجُدْ ولم أركَعْ
– رأيتُ هنالك البِدَعا
فباب اللبيتِ لمْ يُقرَعْ
وصحنُ البيتِ إذْ وَسِعا
أرى جمْعًا قد اسْتَرْبَعْ
وشيخٌ عنكَ قد مٌنِعا
وجيءَ لكمْ بمنْ يرضَعْ
– أغادِرُكُم كمن صُفِعا
فهل من صفعتي أَوْجَعْ !
أنا المفتون حينَ دعا
أشارَ إليكَ بالإصبَعْ
أنا كالخيلِ في المَرعى
يُغطّي رأسها البُرقع
– فعدتُ لتوبتي أنعى
وعدتُ لكأسِيَ الْـ يلمعْ
إلى أن مرَّ من دُفِعا
فرارًا من دَوْي المدفعْ
أو السيف الذي لمَعا
بأمر السيّد المرجعْ
– فكان هناك من صُرِعا
ومَن أشلاءَهُ يجمَعْ
وهولُ قيامةٍ صُنِعا
فهلْ من هولِها أفظَعْ
وطفلٌ أمه مُنِعا
فلم يذهبْ ولم يرجِعْ
– سكبتُ الكأسَ ما جُرِعا
ونُطقًا لمْ ولمْ أسطِعْ
كأنَّ القلبَ قد نُزِعا
من التجويف في الأضلعْ
ورملُ الأرضِ قد نُقِعا
بدمعٍ دافقٍ يلذَعْ
– كأنَّ البيتَ ما رُفِعا
سوى ليطوفَ من يدفَعْ
وهل من طاف قد نُفِعا
إلى ما قلبهُ يطمعْ ؟
فإذْ ما الله قد وُضِعا
ببيتٍ منْ لهُ يتبَعْ !