أعرني فؤادًا غير هذا الذي غدا
هشيماً ذرتهُ الريح كي أُكمِل الدربا
أبى الدهرُ ألاّ سِلمَ بيني وبَينهُ
فأشبعني لطماً وأشبعتهُ شَجبا!
وماحيلة المخذول والكف عاجزٌ
عن الذودِ إلاّ أن أقول لكَ العُتبى
يعزُّ علينا أن نرى كل ليلةٍ
منازلهم تهوي وأوصالهم نهبا
أيادٍ من الأنقاض تبدو وتختفي
كأن ملاك الحزن قد حرّك القُطبا
صغارٌ كأعمى الطير والريح باشقٌ
تشرّقُ والأنواء تنأى بها غربا
يشبُّ دُخان الموت من تحت ريشها
وحسبيَ جُبناً أن أدخّنهُ سلبا