أنا شاعرٌ ملَّ انطفاءَ بلادهِ
مستوطنًا خِصرًا كآخِرِ فجْرِ
لم يبقَ وجهٌ للبلادِ نُعيرُها
ثغرًا وصوتًا لائقًا بالشِعرِ
عشنا بِلا وزنٍ لنا في أرضِنا
وكأنّنَا كنَّا قصيدةَ نَثْرِ
أنا كنتُ يومًا شاهدًا عن كلِّ ما
يُبديهِ عبدٌ في صلاةِ القهرِ
عن كلِّ موتٍ راحَ يُدمي طفلةً!
عن كلِّ حزنٍ لامعٍ كالشذْرِ
هاتي يديكِ لكي أعيدَ ملامحي
ولتمسحي رفقًا زجاجَ العُمْرِ
أنثى كأنَّ اللهَ قطّرَ دفءها
فوقَ الوجود فكانَ معنى العطرِ
وكأنَّ طينَاً يومَ خَلْقِ مزاجِهِ
عجنتهُ كفُّ ملائكٍ بالخمْرِ
ولفرطِ ما رقّتْ، ورقّتْ روحُهُا
لا ظلَّ يجري خلَفها إذْ تجري
لا شيءَ يُشبهُ كالحقيقةِ وجهَهَا
والشَعرُ حرٌّ مثلَ شِعرٍ حرِّ
أنا قلتُ ما يَكفي لتُصبحَ غيمةً
بيضاء تضحكُ في حقول الجمْرِ