أنا شاعرٌ كُلُّ الزُّهورِ يحبْنَنَي
وفي عينيَ كُلُّ الزُّهورِ تزغْرِدُ
ويرْقُصْنَ في أهدابِ عينيَ برهةً
ويغْرَينَنِي بالعطْرِ طورًا، وأحمَدُ
وطورًا بماءِ الوردِ يغْسِلْنَ غرْفتيْ
ويرسُمْنَ عصفورًا بجدْريْ يغرّدُ
وينقصُ يومي ضحكةٌ من سماءِكِ
ترمّمُ أرجائي برفقٍ، وتضْمِدُ
وتهدي سنايَ من سناكِ قصيدةً
بها أفرِحُ الدنيا قليلًا، وأسعِدُ
ففي فميَ مليونُ مليارِ كلمةٍ
ينامينَ إلّا كلمةٍ فيكِ ترْقُدُ
أأيقِضُها حتّى أقولُ قصيدةً
وأشبعُ شيطاني الرّجيمِ وأنشِدُ؟!
وأنتِ تخافينَ اِنْهلالَ أناملي
على خدِّكِ، والشِّعرُ بالخدِّ يقعُدُ!
وتخشينَ من شعري.. وربُّ قصيدتي
لخدّيكِ والخالُ الجميلةُ يعبُدُ
وما الشّعرُ إلّا شمعةً عزَّ نارُها
أذا لمْ تضيئيها بماذا سأقصِدُ؟!
وخلفي جموعُ الجائعينَ وليسَ لي
سوى خدِّكِ المحمرِّ والٍ ومرشِدُ
يجيئونَ نحوي تائهينَ وحسبهُمْ
بأنّي على الأسفنجِ دمعي أبدِّدُ
وما رضيتْ نفسي يسيرونَ نحوَ من
يغلُّ رؤوسَ الجائعينَ ويحْصُدُ
ويطمَحُ أن يبني بهمْ ألفَ منزلٍ
وبالجنّةِ الأخرى لشعبيَ يوْعِدُ
وأنتِ ترينَ الآنَ جدرانَ حارتي
بنعناعِ أشبالٍ وزهْرٍ “تهرَّدُ”
وما زلتِ كالأطفالِ تخشينَ قبلةً
تدور بها الدنيا عطورًا وتقْعُدُ
…
تعالي لأنّي لنْ أكفَّ وأنتهي
فحاشا لشِعرٍ دون حبٍّ سينشِدُ