أنا الذي جــدَّتـي كــانتْ تقــدمنــي
عن سائرِ الأهلِ، تستوحي بيَ الشِّعْرا
في حضنها عشتُ طفلاً بالغًا كأبـي
كانتْ ليَ المجد… كانتْ أمّيَ الأخرى
حتّى أناخــتْ ومالـتْ عنْ مراكــبها
فضقتُ روحًا، وعمري ضاقَ بي شزْرا
تلكَ الرَّوابي الّتــي كــانتْ تظلّلــها
مازلتُ فيها أعيشُ البعدَ والهجْــرا
أعيشُ “دسمالهـا” البنِّـي ومخيطـها
وكوزها والسِّنيــن الغبــر والذّكــرى
سافرتُ فيها ربيــعًا كان ينثرها
في حقلِ روحي وأحلام الهوى بزْرا
كانتْ على الفقرِ تأوي بي إلى جبلٍ
منِ الحنانِ، وعطــف يثلجُ الصّدرا
كانتْ سراجًا به أبصرتُ خارطتــي
ونجمةً سافـرت في خافقي دهــرا