قَرَأَتْ مُلوكُ الجنِّ اسمَ محمدٍ
وسُطورُ اللهِ ماءٌ فوقَهُ ماءُ
قال الإله حبيبًا مصطفى
لولاه ماشطر الغماماتِ الضياءُ
رسَموكَ في كفِّ البواديَ مُخْلِصا
هذا الأمينُ وما عداه هباءُ
ففداكَ أمي قبلَ كلِّ نَفيسةٍ
هامت بها بين الرُّبوعِ نساءُ
أبْصرتَ في وجهِ الخِيامِ جَهالةً
فَصَفعت وجهَ الريح واشتد العناءُ
وتركت دينَ “اللاَّتِ” بحثا عن سنا
فأتاك عند “الأخشبين” ” حراءُ”
وضَّأْتَ للدنيا الظلامَ فكبَّرت
أُمُّ القُرى وتهلَّلَت بلْقاءُ
وشَقَقْت في شعبِ الصُّخورِ منَاسِكاً
وزَرَعتَ في قلبِ الظّلامِ سَناءُ
أودَعْتَ قلبَ الغارِ سرَّ محمدٍ
فتبسَّم “الصِدِّيقُ” وترفقّت وَرْقاءُ
وحلَلْتَ في سهلِ الْمدينةِ سيِّدًا
فاستقبلتكِ الدُّورُ والرُّبى البيضاءُ
ففداكَ أمي قبلَ كلِّ نفيسةٍ
تاهت بها بين النساءِ نساءُ
يا خير من شقَّ الإلهُ بهاءَهُ
وتلألأت في قلبهِ “لامٌ و هاءُ”
أنت الأعزُّ إمامةٍ شرُفَت بها
“أمُّ القرى” و أجلَّ من ضمَّ “حِراءُ”
قسمًا بمن خلق السماءَ سقيفةً
لولاك ما ارتاح ظلٌ و استظلَّ ضياءُ
فلأجل أجلٍك أشرقت
كلُّ القفارِ وأينعتْ
ولأجل أجلك كُرِّمت ” عينٌ و باءُ”
لولاك ما اهتزت رُّبىً بين الرُّبى
أو قام حرًا في “الأخشبينِ” دُعاءُ
صلى عليك الله جل جلاله
ماانسابَ صبحٌ واستبان مساءُ