أنفاس الشعر/ شـعر : عبد الصمد الصغير

شَيْءٌ بِـها … أَرْضـانِي ، وَأَعْجَـبَـنِي
فَاسْـتَأْثَرَتْ بي، وَاسْتَـعْمَرَتْ بَـدَنِي

هَـزَّتْ فُـؤاداً، فَاسْتَـيْقَـظَتْ حِـمَـمٌ
وَخـافِـقاتٌ …. غَـفَـوْنَ مِـنْ زَمَـنِ

وَمُـهْمَـلاتٌ … قَدْ تَـذَكَّـرَتْ سَـكَـناً
كَـلاجِـئـاتٍ …. تَـشْـتـاقُ لِلٔــوَطَـنِ

كَـمُورِيـاتٍ … في نَقْـعِـها خَـفَـقَتْ
مَشـاعِرِي … بِالأَصْحابِ وَ الزَّمَـنِ

أَيَـا حُــرُوفـاّ …. إِنِّـي مُــرَوِّضُــهَـا
إِنِّـي غَـريبٌ … لَـسْتُ الَّـذي أَرَنِـي

رُدِّي كَـلامِي وَاسْتْحْضِري خَجَلاً
وَ طَـهِّـرِي قَـلْـباً ، ضـاقَ بِـالْـعَـفَـنِ

وَاسْتَـوْقِـفي مَنْ أَحْيَتْ بِنَـظْـرَتِها
عَـهْـداً جَـميـلاً ، ظَـنَـنْتُ وَدَّعَـنِـي

مُسْتَـهْلَـكـاً مُجْـتَـرّاً … وَ أَيْـنَ أَرَى
فَلْبِـي يُـريـنِي رَبِّـي الَّـذي يَـرَنِـي

فـي أَحْـرُفِـي …. وِرْدانٌ وَ أَفْـئِـدَةٌ
تَصْغِي لِـمَنْ أَحْـيَـاها وَأَوْجَـدَنِـي

يـا لائِـمـي في حُـبِّ الَّتي ذُكِـرَتْ
شِـعْـراً ، وَقَدْ أَغْـواني فَأَوْجَـعَـنِي

لَـسْـتُ الَّذي يَـبْـدُو حـيـنَ مَنْـفَـعَـةٍ
وَ لا بَـهـيـمـاً … يَـغْــتَـرُّ بِـاللَّــجَـنِ

هٰذا الَّـذي شِـعْري مُلْـهِـماً ، وَدَمِـي
مـا عِـنْـدَهُ راقَ لـي ، وَأْعْـجَـبَـنِـي

لَيْـلي انْقَضى …حَتّى انْجَلى سَحَرٌ
شُـغْـلاً بِـها … أَضْـوانِي وَعَـذَّبَـنـي

حَـتَّى الضُّحى حَتّى الْمَسـا بَدَيَـا
كَـما هَـواها … ظِـلٌّ فَـيَـتْـبَـعُـنِـي

وَجْــدِي رَأى أَهْـوالاّ … وَ لَـمْ يَـرَها
لَمَّـا بَـدَتْ … أَغْـرانِي وَأَعْـجَـبَـنِـي

اَلْحَـمْـدُ لِلَّـهِ …. اخْـتَـارَ لِـي سَـبَـباً
وَالْـحَـمْـدُ لِلَّـهِ ….. الْآنَ نَـبَّــهَـنِـي

وَاحْتَـرْتُ في قَلْبي كَيْفَ يَدْفَعُـنِي
نَحْـوَ الَّـذِي حَـيَّـانِي …. فَأَهْمَـلَنِي

فَـانْتـابَـنِي سِــرٌّ ….. كِـدْتُ أَذْكُـرُهُ
وَ اشْتَـدَّ بِي مُـحْـمَرٌّ عَـلى الْوَجَــنِ

مِنْ أَخْمَـصٍ حَـتّى هَـامَةٍ …وَ سِوى
حَـتى بَـدا أَحْـزاناً …. سَتَـفْضَـحُنِي

دَقَّـاتُ قَـلْبي …. تَصْـطَـكُّ مِـنْ أَلَـمٍ
قَدْ ضَـاقَ نَبْضي بَـرْداً فَجَـمَّـدَنِي

أَنـا يـا رِفـاقي …. لا أَشْـتَكي عَبَـثاً
بَـثي عَظيـمٌ …. وَيْـلٌ لِـمَنْ أَذَنِـي

أنا يا إلٰـهي صِدْقٌ حَيْـثُ تَنْـظُـرُنِي
حَتّى تُريـني بُـرْهَـانَ منْ غَـوَنِي

اَلْـحَـمْـدُ لِلَّــهِ … الٔآنَ … قَـبْـلَ غَـدٍ
وَ الْـحَـمْـدُ لِلَّـهِ … مِنْـكِ خَـلَّـصَـنِي

قَدْ كُنْـتِ لي حُـلْـماً عِـشْـتُ أَرْقُـبُـهُ
لَـمّـا دَنـا مِـنِّي … حـاكَ لِي كَـفَـنِـي

مِـنْ أَيِّ نَــوْعٍ … مِـنٔ أَيِّ نــاحِـيَـةٍ
أَنْـتِ الَّـتي ضَعْـفٌ فيـكِ أَظْـهَـرَنِي

أَيُّ الْـبَــلاوِي … بَـلْ أَيُ مُـشْــكِـلَـةٍ
قَـدْ أَزَّمَـتْ وَضْـعـاً ضـاقَ بِـالْمِـحَـنِ

أَجْـنـي ذُنُـوبـاً مـنْ دونِ مَـعْـصِـيَـةٍ
مِـنْ دُونِ عِـلْـمـي إِثْـمـاً فَـدَمَّــرَنِـي

مَـا مِـنْ سَـبـيـلٍ … إِلّا وَ يَـتْـرْكُـنِـي
أَمْـشـي بِقَـلْبٍ مَـثْـواهُ في الْـحَـزَنِ

شَهْـدٌ أَنـا ، في الْأَحْـبابِ أَعْـصُـرُنِي
حَـتّى الَّـذي سَـاءَ لـي وَ أَوْجَـعَـنِي

كُـلُّ الــرِّؤى … بـالْأَخْـبَـارِ تُـنْـبِئُـنِـي
عَـمَّـنْ دَعَـانِي ، وَ الْحُـبَّ أَوْهَـمَـنِي

هٰـذِي الْأَمَـانِـي حَـيّـاً سَـتَـدْفِـنُـنِـي
فـي مَــسْـرَحٍ مُـغْـرٍ زائِـلٍ وَ فَـنِـي

كُـلُّ مـا أُعَـانِي يَـوْماً سَيَـشْـهَـدُ لِـي
أَنِّـي رِضـاءُ اللَّـهِ الْـوَفـا اصْـطَـفـنِي

أَنِّـي رُجُــوعٌ مَـهْـمـا يَـفُــورُ دَمـي
لَسْـتُ انْسِـحابـاً مِـنِّي فَـأَخْـرَجَـنِي

مِـنْ فِكْـرَتِـي رَكْـضٌ خَـلْـفَ أَسْئِـلَـةٍ
إِنْ طِـقْتُ صَـبْراً … فَـاللَّـهُ عَلَّـمَـنِي

مَـرَّتْ عَـلى أَشْـواقي وَ مـا وَقَـفَـتْ
إِلّا لِـمــا أَرْضـاهــا … فَـأَغْـضَـبَـنِـي

طـارَتْ … كَـما قَلْـبي مِـنْهُ هَـارِبَـةً
وَ اسْـتَـأْثَـرَتْ أَوْكَــاراً .. بِـلا فَـنَــنِ

وَ اسْتَـوْقَـفَتْ أَحْـزاني كَما فَـرَحِي
وَ اسْتَنْهَـضَتْ شِعْراّ شَقَّ مَنْ عَدَنِي

ما اسْتَـعْذَبَـتْ إِلّا طَـعْمَ ما بِـيَدِي
قَدْ راوَغَـتْ ظَـنِّـي حـينَ أَيْـقَنَـنِي

مـا هَـمَّـهـا مـا يَـجْري وَ لا سَـأَلَـتْ
عَـنٌِـي ، وَ عَـمّـا هَـدَّنِي وَ أَتْـعَـبَـنِي

مـا بَـالُـهَـا لا تُـصْـغِـي إلـى كَـلِــمٍ
وَ لا تَــرى شَـوْقـاً كَيْـفَ كَـلَّـمَـنِـي

كَيْفَ الَّـتِي أَهْـوى فِـيَّ قَدْ زَهِـدَتْ
وَ كَـيْـفَ أَبْـقَـى … آنـاءَ مُـرْتَــهَـنِ

فِيـكِ الَّـذي لا يُـبُدي سِوى عَـبَـثٍ
سِـوى انْتِـقـامٍ مِـنْ عَـضَّـةِ الـزَّمَـنِ

فَاسْـحْضِـري كُـلّاً وَ احْـذَرِي نَـدَمـاً
بَـعْـدَ الْأَوانِ فَـائِـتـاً عَـلى الْـفِـطَـنِ

كَـمْ ثَـائِـرٍ فـي هَـجْـرِ الـنَّـوى رَغِـبٌ
حَـتّى انْـتَـهى نـادِمـاٌ عَـلى الْـوَطَـنِ

قَـدْ بـانَ لي شَـكٌّ … أَعْـيَـنِي سَـئِـلاً
عَـنْ ذاهِـبٍ .. مِثْـلَ الصَّـيْدِ لِلُـكَـمَـنِ

مَـا خِــفْـتُ أَمْـراً إلّا وَ بَــرْهَـنَ لِـي
خَـوْفِـاً ، وَ قَـلْبـاً قَـدْ كَـانَ نَـبَّـهَـنِـي

مِنْ فِـتْـنَـةٍ مِنْ فَـرْطِ الْـمُـنى عَـبَـثـاً
مِـنْ كُــلِّ مَـا حَــلَّ بِـي وَ غَــيَّـرَنِـي

لَـسْــتُ الَّـذي يَـبْـقى كَـاتِـمـاً رُغُـبـاً
وَ لا أَنـا مَـنْ يَـبْــكِـي عَـلى الــدِّمَـنِ

وَ لا الَّـذي يَـصْــبُـو غَـيْــرَ أَفْــئِـدَةٍ
تَـبْــدِي وَضُــوحـاً يـا لَيْـتَ أَنْـبَـأَنِـي

عَـنْ خـافِـقٍ يُخْـفـي ثَـوْرَةً وَ حِـمـىً
يـا لَـيْـتَــهُ صــارَ لِـي … وَ أَدْخَـلَـنِـي

جَـنّـاتِ عِـشْــقٍ إِذْ تَــزْدَهِـي فَـرَحـاً
فـيـهـا الَّـتِي صـارَتْ مُـبْـتَـدا زَمـنِـي

اَلْـحَـمْـدُ لِلّـهِ … الْـيَـوْمَ قَـدْ فَـهِـمَـتْ
أَنِّـي فَــراغٌ … وَ الْـحَــبُّ عَــبَّــأَنِي

أَنِّـي حَـيـاةٌ … مـا بــاتَ يَـعْـرِفُــهـا
إِلّا الَّــذي يَـأْتـيــنِـي مِـنَ الــرَّسَــنِ

وَ الْـحَـمْـدُ لِلَّــهِ الْآنَ … مِــلءَ فَــمٍ
عِـشْـقِـي لَـهَـا أَرضـانِي وَ أَعْـجَـبَـنِـي

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!