أَوَّلُ الأرضِ مُنهَكٌ مِن قِتالِهْ
آخِرُ الأرضِ ساحةٌ لِاحتفالِه
البَقاءُ المَريرُ أقسى عليه
واحتمالُ الرحيلِ فوق احتمالِهْ
والمآسِي سُؤالُهُ حين يَصحُو
والتناسِي جوابُهُ عن سُؤالِهْ
شَوَّطَ الكونَ، لم يَدَع فيه شِبرًا
خاليًا من كفاحِهِ واشتِغالِهْ
ذاك شَعبي، بدايةً وانتهاءً
يمنيٌّ في حِلِّهِ وارتِحالِهْ
يمنيٌّ.. نَعَم.. أنا يمنيٌّ
هاجَرَ السَّعدُ والرخا عن مَجالِهْ
يُتقِنُ العيشَ دونَ ماءٍ وزادٍ
ثُمَّ يَلقاكَ شاعرًا باكتِمالِهْ
يُتقِنُ الكَدَّ، دونَما أيِّ أجرٍ
كيف هذا..؟! لِحِكمةٍ في اتَّكالِهْ
يُتقِنُ النَّوحَ صامِتًا.. في دُموعٍ
لا تُرَى في جفونِهِ، أو خَيَالِهْ
يُتْقِنُ الفخرَ بالذي كانَ فخرًا
قبل إتمامِ حُكمِهِ واعتِزالِهْ
عاشقٌ لانتِمائهِ.. لو دَنا من
جَنَّةِ الخُلدِ لَاشتَكى ضِيقَ حالِهْ
(يمنيٌّ أنا) .. وكم من شعوبٍ
أُدخِلَت سِفرَ مجدِها مِن خِلالِهْ
أرضُهُ مِن دِماهُ تُروَى، ويَهوَى
بَطنَها عند بُعدِها وانتِقالِهْ
يَعشَقُ الأرضَ عِشقَهُ للغَواني
والأغاني.. لأنها رأسُمالِهْ
قلبُهُ الأرضُ.. رُوحُهُ مِن هَواها
والمَشاريعُ كلُّها من ريالِهْ
وطنيٌّ .. بِكُلِّ ما فيهِ.. حتَّى
ليسَ يَدري جَنوبَهُ مِن شِمالِهْ
سوفَ يَحيا بوَحدةِ الأرضِ حُرًّا
فاحذَري يا سُهولَهُ مِن جِبالِهْ
وسيَحيا على الغُزاةِ عَصِيًّا
هالِكٌ كلُّ وَاهِمٍ باحتلالِهْ
وسيَبقَى.. مُوحَّدًا وعزيزًا
لن تَرى الأرضُ رايةً لِانفصالِهْ