إِليْــكَ المُلتَجــا يـا ربِّ، فـالـطُـفْ
بِـقَـلْــبٍ ذابَ تَـحْـنـانــاً وطِـيـبَــةْ
سَـخا حتـى غـدا كالبحـرِ جُـوداً
لآلِــــؤهُ لِـطــالـبِـهــــا قــريــبَــــةْ
صَـفا حتى غدا كالبَـدْرِ، يَسْـري
فَـيَـمْـحـــو عَـتْــمَ داجِـيَــةٍ كئِيبَـةْ
تَـرفَّــعَ صِـبْـغَــةً عــن كــلِّ شَـــرٍّ
فَــلا حَسَـــدٌ ولا حِقْــــدٌ وغِـيـبَـــةْ
يَـرَى فـي الـنَّــاسِ كلِّهِـمُ نُفُوسـاً
مُـكَــرَّمـــةً، وَإِنْ كـانـتْ غَـرِيـبَـــةْ
فَيُشْــرِعُ بَــابَـــهُ ثِــقَــــةً وحُـبَّـــاً
ويُـخْـفِـي عِـنْـدَ زَلَّـتِـهِــم وَجِـيـبَـهْ
لِـعِــلْــــمٍ راسِــــخٍ أَنْ لا مَـــــلاكٌ
ولِـلـصَّـلْـصـالِ أَلْــوانٌ عـجـيـبَــةْ
ويَحْضُـنُ مُهْجَـةً سِـيمَتْ عَـذابــاً
بأَيْـدي النَّاسِ، أَو ذاقتْ مُصِيبَـةْ
فَيَمْسَـحُ دمعـةً حَــرَّى، ويَـنْـفِــي
أَسىً، وَيَـرُدُّ بَسْمَتَهـا السَّلِـيـبَــةْ
وَيَسْـنُـدُ عاجِـزاً، ويَخِيطُ جُـرحـاً
ويَحْمِـلُ عـن مُـعَـذَّبِـهــم صَلِيبَــهْ
ويُـعـطــي غَيْـرَ منتَظِـــرٍ ثَـوابَـــاً
رجـاءَ رِضاكَ، أَنْ بِـغَــدٍ تُـثِـيـبَــهْ
وتلـكَ جَـمِـيـعُـهــا نِـعَــمٌ تَـنَـــدَّتْ
حُشـاشَـتُـهُ بها فَـغَـدَتْ رطِـيـبَــةْ
وَلَسْـتُ بِـــذا أُزَكِّــيـــهِ، ولــكــــنْ
أَخــافُ تَـصَـدُّعــاً يُنْسِيـهِ طِِيبَـهْ
وأَنتَ بِـذاكَ يــا ذا الجُــودِ أَدْرى
وفَـقْــدُ الـحُبِّ مَـثْـلَـبَــةٌ مُـعِـيـبَــةْ
إِلـهـي، قَـدْ لجَـأْتُ إِليْــكَ أَشكـو
لـظَـىً قـد أَوْقَـدَتْـهــا فيـهِ رِيـبَــةْ
فَـــرُدَّ يَـقِــيــنَـــهُ، وأَعِــــدْ إلَـيْـــهِ
سـلامـاً مُـرْتَـجَـىً يُطْفِـي لهيبَــهْ
لـيَـبْـقـى مـثـلـمـا قَــدَّرْتَ: قَـلْـبــاً
نَـقِـيَّــاً، فيـهِ صِـبْـغـتُــهُ الحبيبــةْ