إبحَارٌ !/ بقلم:: محمد الأحمدي ( اليمن )

أنَّىٰ سَأُلقِي مِن رَوَائِعِ أحــــرُفِي
شِعراً علىٰ الصَّفحَــاتِ للإيرَاقِ؟

وشَطِيرَتِي مَمزُوجَةٌ بمُلُـــــوحَةٍ
مِن دَافقِ العَبرَاتِ في آمَــــاقِي

لا فَرقَ بَينَ قصيدةٍ وقصـــيدَةٍ
ما دَامَ ذَاكَ المِلحُ في أعـمَاقِي!

في العَامِ كم بَلوَرتُ مِن ذَرَفَانِهِ
المَعنَىٰ، وكم نَاغَيتُ مِن أبوَاقِ!

ما عِشتُ أزمَاناً ألُمُّ سَــــــفُوفَهُ
إلَّا لأملَأَ خَـــــــــــــانَةَ الأذوَاقِ!

ومَلأتُها حَتَّىٰ تَرَنَّحَ كَأسُــــــــها
ثَمِلاً، وفَارَ وما لَهُ مِــــن وَاقِي!

تِلكَ السِّنينُ المُجدِباتُ لِشِعرِها
ذَاتُ المِزَاجِ مِنَ الشُّعُورِ الرَّاقِي

إذ أرضِعَتْ لَبنَ الشِّيَاهِ لِجُوعِها
قَبلَ اليَرَاعِ بدَكَّـــــــــةِ الوَرَّاقِ!

حَتَّىٰ الجُذُورِ تَمَدَّدَتْ لسِــيَاقِهِا
في الاحتِضَارِ إزَاءَ مَاءِ السَّاقِي

وأنا علىٰ الألوَاحِ دُونَ مَــــزَادَةٍ
وبلا شَــــرَابٍ أحتَسِي أورَاقِي!

ولَوَاعِجُ البُركَانِ مُجـــــرِيَةٌ دَمَاً
مِن سَيلِها حِمَماً علىٰ أنسَـــــاقِ

قَسَماً بكلِّ قصــــــيدةٍ كقصيدةٍ
طويَتْ مَعِي لتَمُوتَ في إملَاقِ!

فالجُوعُ لَيسَ بمُطعَمٍ لحَـــذَاقَةِ
الآسِي، وإن دَاوَاهُ بالتِّريَــــــاقِ!

فكَأنَّما الحُذَّاقُ قد بَرَعُــــوا مَعاً
في جَانِبٍ، وتَبلَّدُوا فـي البَاقِي!

لا أنشُدَنَّ سِــــــوَىٰ الإلَـٰهِ، فبَابُهُ
بَابٌ يَلِيقُ بكَافِـــــــــــلِ الأرزَاقِ

وعَطَاؤهُ للطَّالِبينَ مُيَسَّــــــــــــرٌ
دُونَ افتِئَاتِ مُسَاوِمٍ أفَّــــــــاقِ!

والخَلقُ ثَمَّةَ أســــوَِياءُ جَمِيعُهم
لا فَرقَ بَينَ الدُّوقِ والتَّـــــــوَّاقِ

وغَداً جَميعُ الوَاقِفِينَ أمَــــــامَهَ
يَقضُونَ في خَجَلٍ وفي إطرَاقِ

يا للغَرَابَةِ! كَيفَ مِــــن عَثَرَاتِهم
عَمرُوا القُصُـورَ مُنِيفَةَ الأروَاقِ؟

وأنا الَّذِي بفَصَــــــاحَةٍ مُتَمَنطِقٌ
في كورَةٍ أحصُِي مَدَىٰ إخفَاقِي

سَأظَلُّ أبحِرُ في القَصِـيدَةِ رُبَّمَا
ألهِيكِ يا حِيتَانُ عن إغـــرَاقِي!

وتَشدَّ أوتَارُ القَــــرِيضِ مَرَافِقِي
لتَهُونَ بَيتُ عَــــــنَاكِبِ الأنفَاقِ!

فالبَعضُ ما عَمِلُوا، فلَن يَتَمَكَّنُوا
مِن ثَنيِ قَافِيَةٍ عن الإشـــــرَاقِ

والنَّورُ لا يَخبُو، ومِن لَمَعَــــــانِهِ
يَزدَادُ إيمَاضَاً لَدَىٰ الإغسَــــــاقِ

فاللَّـٰهُ من يُعطِي السَّماءَ تَوَهُّجاً
ونُجُومَها لتَزِينَ في الآفَـــــــاقِ

مُستَعصِمٌ باللَّـٰهِ مــــــنذُ ولَادَتِي
مَهما تَعَمَّدَ سَادِرٌ إقــــــــــــلَاقِي

مُتَجَذِّرٌ في الأرضِ مِثلَ صَـبَابَةٍ
وَجَدَتْ عِنَايَةَ أمهَرِ العُـــــــشَّاقِ

ما ضَمَّ ذَاكَ البَعضُ مِن بصَمَاتِهِ
سَأظَلُّ مُنضَوِياً إلىٰ أعــــرَاقِي!

وأظلُّ أبحَثُ في مَحَاجِرِ أدمُعٍ
عن صُحبَةٍ عَلَّقتُ في أحدَاقِي

فاللَّـٰهُ يَعلَمُ أنَّنِي مُتَلَهِّـــــــــــفٌ
لعِنَاقِهِم مِن سَورَةِ الأشـــــوَاقِ!

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!