إذا أدمنت دونُ النفوسِ تقوّسا
توالدنّ جيلا بعد جيلٍ منكّسا
تعاقر أصناف التذلل أكؤسا
إلى أن يُسوّى جينةً وتغرّسا
*
ثلاثة أجيالٍ لتخلع جلدها
وتصفح عنه الذكر آخرَ تُكتسى
*
ترى الصمت والسوط المسلّط تاركا
قروحا وأولى أنْ تردّ وترفسا
لقد عوّدت طعم الحشيش بهائما
لتجترّ ذلا في القذى متغطّسا
*
إذا المرء لم يدرأْ من الدون نفسّه
تعوّد دعس العاديات ليفطسا
*
فلا عجبٌ إذْ قد تشقلب عرْفه
تدنّى بقيعان الرذيلة قد رسا
ولاعجبٌ إذْ قد تشوّه طبعه
يظنّ انتشاق الموبقات تنفّسا
*
ولا خير في تاجٍ أُذلّت فصوصه
على رأس قوّادٍ خؤونٍ له اكتسى
يرى قدسه سيقت لسلخٍ مقدّسٍ
فينأى خسيسا جلّده متحسسا
وكيف يفديها جبانٌ مروَّعٌ ؟
وهل تُسعفنَّ المكرمات إذا فسا؟!
*
وإنّي وإنْ كنتُ البصير تعلّة
لآنفُ أنْ أمسي خنوعا مدعّسا
إذا أدلجت ظلما وزاد توحّشا
تلألأ حبري كالنجوم ليؤنسا
*
فما كلّ نفسٍ قد تؤول إلى الخنا
بروحي إيماض الحسين لأقبسا
*
ولي نفس صعلوكٍ تمرّد مشهرا
مدادا على الظُلّام شعرا تشرسا
أحارب في شعري انهزامات أمة
لكيما يصيرَ الجبن عرفا مقدّسا !!
*
ولن أرعوي ..مادام للظلم مرتعٌ
ومادام نبضي بالإله تنفسّا …
في البيت الثاني أستخدم نظرية التطور: كيف أنّ الكائنات تتكيف مع بيئتها الحاضنة وتتصف بصفاتها مع الوقت
مبدلة جيناتها إلى مايُلائم تلك البيئة …فأجيال من الذل يصبح فيها الذل عادة وأسلوبا بل وفي جيناتها
الوراثية!