يَغتَرُّ الصَّباحُ يَنفَلِشُ حينا
يكسو أكتافَ الجِبالِ والرياحينا
لا يملُكُ أرقاما للأوقاتِ
إستفاقَ دونَ أخطاءٍ سنينا
يتَكَسَّرُ بالمشالـح ألوانا
ويُفاجِىء أَعتَامَ السَّكينا
إكتَوتْ بلَهيبِ ذُروتِـهِ
ويَنعَصِرُ صوبَها حَزينا
ليدفُنَ كَدَّهُ فـي أَعتامِها
ويَنبَثقُ حَيثُ كان دَفينا
أهي مَشيئَتُهُ ومـا أرادَ
أم شَأنَهُ مِنَ الأزلِ أُدينا
بتكرارِ إنبثاقِـهِ باكرا
وكرَّ مِن الأعوامَ ملايينا
ولا يُغفَرُ له إن سَهَى يوماً
وعلى الأرواحِ عُيِّنَ أمينا
ولو يَفقَهُ ما بيدِهِ لا
يَنسَتِرُ بجنحِ اللَّيلِ دَفينا
يُلاطِفُ العَليلُ طلَّتَهُ
ويَنجَذِبُ إليـهِ حَنينا
أيُعقَلُ للعاطِفَةِ سِرٌّ
تَبقى للكونِ وحدَها الرَّكينا
لثباتِ مَجَرَّاتِ البدءِ
كمن أحبَّ يبقـى رهينا