العلــــــمُ أوّلُ أمــــر اللّـه لِلبَشَــــــــرِ
نـــادى العليمُ به في مُحْكَم السُّـوَرِ
فالحَقُّ علّمَنــــــــا في الآيِ إذْ قُرِئَتْ
أن لا سـواهُ لنــــا في الكونِ مِنْ وَزَرِ
مَنْ ذا يُبِينُ لنا دَرْبَ الهُدى كَرَمــــــاً
إنْ كان مُبْتَهِجـــــــاً أو كان في كَـدَرِ
إلاّ المعلّم مَنْ ضــــــــــاءتْ بـه سُرُجٌ
إن شِئْتَ تُلْحِقُـهُ بالشّمسِ والقَمَرِ
لولا المعلّم مـا أصغى لنــــــــــا قلَمٌ
ولا استبـانَ لنـا مــــــا خُطّ في الزُبُرِ
ما رامَهُ أحَدٌ يسْـــــــــــألْهُ مِنْ قَبَسٍ
إلاّ هَمَتْ يَـــــدُهُ مَكْنـــــونَةَ الــــــدُّرَرِ
كالنّهرِ فـــــاضَ على الدّنيــــا بكوثَرِهِ
كَمْ وارِدٍ نَهَلَــتْ كفّــــــــــــاهُ مِنْ عِبَرِ
يروي الظِّمـــاءَ لهُ لو كان في عَطَشٍ
جادت سحــــائِبُهُ في البَدْوِ والحَضَرِ
لو يعلمـونَ لـــــــهُ قدْراً ومنزلــــــــــةً
يكفيه مأثرَةً مـا جــــــــــــاء في الخبرِ
صلّى الإلـــــــهُ على مَنْ بَثّ معْرِفَةً
أو شــــــادَ مَكْرَمَةً في أنْفُسِ البَشَرِ
حتّى الملائِكُ صَلّتْ في مَعارِجِهـــــا
والطّيْرُ ما صدَحَتْ والنّمْلُ في الجُحُرِ
يـــا وارثَ الرّسـل الأبرار يـــا عَلَمـــــاً
لـمَّ المـــآثرَ ممّــــــــا خُطّ في الأثــــرِ
يا ســـــــامِقــاً عَرَجَتْ للمجد هِمّتُهُ
يبني الصُّـــــــــروحَ عُلاً مِنْ نَيِّرِ الفِكَرِ
صَبْراً على وَجَع التعليــم في وطني
للصبر آخـــرةً مأمـولـــــــــــــةَ الظّفَـرِ