مـاذا أُحـدِّثُ عن صُروف مَـدينتي
فالـوضعُ فيـها يَستفيضُ مِن العِبرْ
ويَزيـدُ في عِظَـمِ الأمـــورِ ملامحًا
ويفيــضُ لحـناً يقشَـعِـرُّ لهُ الحجَرْ
عينـاهـا شـاخصتـان فـي أفلاذِهـا
صرَختْ بهذا الكون أدمَت من عبرْ
وسمَـت على كل الحُشُود بصبـرِها
فتَعـــاظمَت آيــــــاتُها بين البشَــرْ
ألِأنَّــــنا صِـــرنا بعُـــقرِ بـِـــــــلادنا
نَحني الجِبـاهَ ونَستـكينُ إلى القَدَرْ
ونُغنِّـي للأعــــوامِ لحـنَ ســـلامـنا
تَجتاحُـنا الوَيـلاتُ في اليومِ الأغرّْ
أم كلَّـــما فُقــنا وقــد أمضــى بــنا
عُمـرُ الحيـاة مِـن المَـرير إلى الأمَرْ
وتجـــاذبت كل الشـــرور بحلمـِــنا
لاحَ الخِصـامُ يدقُّ أجـراس الخَـطرْ
تعِـزُ التي أبلَـى الخَــرابُ جديـــدَها
وتوجَّست فيها الخُطوبُ على الأثـرْ
صــارَ السكُوتُ يجوبُ فوق سمـائها
فإلى متى يبـقى السُّكوتُ هو المَـفرْ
كثُـرَ الخِطـــابُ بقــولِهم فلْتــصبري
فلْيُوقِفوا مَـن يَستطــيبُ بهـا الكَدرْ
فالصَّـبـرُ لــو طــالت بـــهِ أيَّــــامـها
مِن غيـر أن نُلقـي على النــارِ المَـذَرْ
نغـــــدو عليـــها كلّــما مــــالت بِــنا
هـذي الحـــروب بنارها بَـوح الشَّـررْ