إنّي فهمتك جيدا
لمّا رأيتك هائماً ..
في الريح تبحث عن مدى ..
لم تأخذ المصباح لكن صِحت بي:
في الليل لوّح للنجوم وللغيوم
و ليس لي..
وأنا فهمتك جيّدا
لكنَّ أمّي غادرت
تركت منابع دمعها في قهوتي
وأبي تحطّبَ خائفا
أشباح ماضيه العنيف تجبّرت
وعناكب الطغيان فيه تضخمت
أو هكذا… قد هوّلتها رغبتي
.
الدّار تهرب في الصباحِ
وفي المساء تقيم أحزان الغياب
لا شيء غير الثأر .. يرجو خطوتي..
.
إني فهمتك جيدا
حين انتزعت من احتراقي حزنه
فتناغمت آلامنا
وبكيت عنّي مثل باب من دمي ..
لم تترك المصراع ينزف من فمي ..
فتراكمت رُسُلُ القناعِ على يدي..
أرجوك لا تترك يدي
خذني إليك كمذنبٍ
خذني لعلّي إن سكنتك لم أعد..
او ربما…
ذابت رعايا حزننا في وجهنا..
خذني إلى التيه اللئيمِ
إلى خفافيش الجحيمِ
لأي شَرٍ قد يعلمني قليلا
كي أناضل ماكراً
فالكلّ نَزّ بياضه
والكلّ دسّ سواده
والقرب يرتكب الرماد
الكلُّ يعبدُ ذاته في التمتمات
فلا رجيم
ولا حميم
خذني وإلّا قد كرهتكَ مرغماً..
وفضحتُ سرّك مكرهاً..
إنّي أفضّل أن أتوه..
وأن أغيب مع الرياح ..
مع السديم..
اسلام