و دونكِ عمر يضيـــــــق و يهرم * و يكبر فيهِ خريفُ الـشّقــــاءْ
فإن كــان عمري وفيّ العهودِ سألقـــاكِ بين قطوف الرّجـــاءْ
و إن عزّ في الحبّ بوحُ الشـِّفـاهِ فهمسُ العيونِ رَدِيفُ الصفاءْ
أميـرة َعمري إذا تُهْتِ عنّي و غـــــامت دروب الهوى و اللّقــاء
و مزّق طــول الغيـــاب لـِقــانا فلا تحسبي صمتَ قلبي جفاءْ
إذا حـــــــــال بعد المسافات دون لقـــانا الغريد سنحيا اللّقاء
أميـــرة عمري ألا تذكريـــن شفيف التـَّناغي و همسَ الصّفـاءْ
ألا تذكريـــن جنـوني و عشقي و سُهدي وحيـــدا بليل الكرى
نذوب اشتيــاقا و نذوي حنينا كشمعٍ يسـحُّ بـِقـَطْـرٍ هَـمَـــــى
و نغرق في العشق ذَوْبا أَنـِيسا و نرشـُفُ كـَأْسَ الغـرامِ سَواءْ
نَضيعُ بـِيـَمِّ الهـَوى في احتراقٍ و ننسى الـَّزمانَ زمانَ الشـَّقاءْ
أميرة عمري إذا حـَانَ مـَوتي فلا تجرحي شمس ذاك الضُّـحى
و لا تفسدي كُحْلَ تلْكَ الجُفونِ و لا تُغْرقِي الوَردَ فـَوْق اللِّمى
حبيــبة روحي إذا غاب نجمي و هام شريــــدا بـِيـَمِّ السـّماءْ
و تـاهت قوافـِلُ دَرْبِي فـَكـُونـِي منـارة سيري و كوني الضِّياءْ
و كوني مـَرافـِئَ دِفْءٍ بـِلَيْلِي و كُوني لقـَلـْبِي الكَئـِيبِ شِفاءْ.
الشاعر : شكري مسعي / تونس