إن كانَ مِنَ الهَجرِ لا بُدّا
والقلبُ للحنينِ تَصَدّا
فتيةٌ تُخجِلُ البَدرَ وَجهاً
أَردَتْ أفنادَ الحَوراءِ قَدّا
أماطَتْ ضَفائِرَ شَعرِها
تُعاتِبُ الحَياءَ وما نَدّا
نَثَرتْ الفُراقَ لوعـةً
وفَيحُ الدَّمعِ عَبَقَ وَرْدا
أليسَ لقلبيَ جَرعَةُ حُبٍّ
أهكذا يَلقَ مِنـكِ رَدّا
أخَذتُ مِن عِنادِ عَطفِكِ
وأضرَمتُهُ عَليَّ وَعْدا
فإستقرَّ نَصلُ الوَعدِ غُبناً
على مَن راقَ لكِ تَعدّى
أهو سوءُ الأزمانِ وكُرهُها
لا أعلـمُ حقاً ما إستَجدّا
فما فُرِضَ علينا صَعبٌ
وما ضَلَّ في الوجهَةِ قَصدا
تَغاوى سَيلُ العُشاقِ قَبلنا
نالوا مِن أسى الأيامِ نَكَدا
يَستخِفُّ الوالِهُ بالليلِ
وإنْ غابَ ضَمرَ لهُ حِقْدا
وإنْ ثَقُلَ عَليكِ يوماً
فلا هَدأةَ لكِ ولا وَجِدا