كل ما فقد الشآم
من بَكَاراتِ العَذارىَ
ومن عَناقيد الْعُنَبْ
لها نفسُ رائحةِ المشانِقِ
ونفسُ توابيت الخِرَب
فمن في الواقفين ببابك
ينكر أنك
جنةً للخلد
وواحةً من عجب
و “ل حنظلة”
ألفُ نشيدٍ من غضبْ
ولي ساحةُ الموتى
وما أسْفرَ الطوفانُ عنْهُ
ولي آيةٌ من شَغَبْ
فمن في العابرينَ
يُعْلِنُ أنَّك
تمشي وحيدًا
بين خَراباتِ العرب؟
“وللقدس”
كلُّ ما صعد السماءَ
من بُكاءاتِ الثَّكالى
كلَّما سقطت جِباهْ
أو تَوارتْ
في مقابرِها السُّحُبْ
فمن في الشاهدين
يُغمِضُ جفنَهُ
والصبايا يَسْتجِرْنَ
بكلِّ أسفارِ الحُقَبْ
و” ل لوركا”
كلُّ ما رصدَ الكلامُ
فوق أرصفةِ الكُتب
له الشعرُ مولًى
وموالٌ
وروحٌ
بين دهاليزِ الرَّصاصِ
.لم يفارقُها التَّعبْ
ولي صفحةٌ بالريح غضْبى
كلَّما مالت النخلاتُ
قامت تنْتَزِعْ
قلبَ الشُّهُبْ
ترفضُ النفْيَ
ولونَ الدَّمّْ
ووطأةً للخيلِ
فوق بركانِ الغضبْ
يا صاحِبَيِّ الشِّعرَ
إني رأيتُ الأرض حُبلى
من حثالاتِ البِّغالِ
فمن في العابدين
نادى
امنعوا بيعَ الإماءِ
أو انقذوا عرض القِرَبْ
ورأيت البحرَ يلقَفُ
كل مُغاضبٍ
ويُريقُ فوق الشَّطِّ
كلَّ أفَّاقٍ كَذِبْ
فمن في الواقفين
ببابِ العدلِ
شمَّر كفه
وتوضَّأت يُمْناهُ
بناصية الغضبْ
ورأيت لصَّ القوم
يكشف سوأتَيْن
ويبيع ثوب العيبَ
في سوق الذهب
فمن في الشاهدين
مزق بُوقَهُ
أو تمطَّى
كي يقي الأوطان
سقطاتِ الأدبْ
لكنني لم ألمح في الديار
غير ما ترك الغُرابُ
أو صحنَ بيتٍ مُغْتَصَبْ
لم يزل من ” سَامَ” نسْلٌ
في أرض “شام”
وفي يمِّ “موسى”
وفي عرض “النَّقَبْ”
فاذكراني
عند راعي القوم يومًا
حين تشتد السُّنونُ
أو حين ينعصِرُ العُنَبْ
و” ك حنظلة”
أمشي وحيدة
و” ك لوركا”
يشْنُقُني الْغَضَبْ
وشريدةً بالحفْلِ أبدو
طفلةً قد أوْقَدَتْ
للحلم بيتًا مُضْطَرِبْ