يمنحني البحرُ الملحَ
ولا يمنحني الماء
وكهوفي مظلمة
وليس في كفي إلا الصحراء
والجوع سيد حرفي
أصنع منه رغفيا من حزن
ووطنا من كلمات
ومن حبات الرمل
أصنع عمرا لا يعرفه الموت
وقلبا لا يعرف خوفا
وصبحا من وهم
وأنا في أحضان الرمل
أخطو علي طين البحر
أفتح بوقا للزيف
وأصنع غيما يمطر وردا
وليلا تقمر فيه الآهات
وبراءة الصبح
تهدد أوجاعي المبعثرة
فوق حروف القصيدة
ومشاعر الأصدقاء الزجاج
تعيدني إلي محطات الخريف
أنا رجل الماء والصخر
ومرايا المستحيل
و أجراس الوفاء الخرس
تطلق أصواتها للداخل
أقف مقهورا علي طلل السكينة
والخطي منكسرة
في ليل العابرين
لكن حتما ستأتي سنابلٌ
تضرب مواعيد الحصاد
وتعيد الصبح من جديد