أنا الآنَ وحدي فائضٌ بالتخاذلِ
وكالبدرِ وحدي عالقٌ في منازليْ
أدورُ معَ الدنيا إلى كلِّ وجهةٍ
أُشِعُّ بها نورًا وتُظْلِمُ داخلي
ومن سيرتي الأولى أراودُ شكلَها
وألعنُ ما فيها (بقلبِ صَنادلي)
وأُخبِرُها عن كلِّ قُبحٍ لقيتُهُ
فَتَحشُرُني معها جميعُ المشاكلِ
أُساير فيها الغدر روحًا وفِطرةً
ومِن خيبةِ الأصحابِ أثقلْتُ كاهليْ
أقاوِمُ فيها البردَ رُكنًا و(زوَةً)
ومِنْ ضَرْبِهِ القاسي تئِنُّ مفاصلي
وَماليَ والدنيا وقد زاغَ عقلُها
وإنْ فارقتْ روحي فخيرًا لها وَلِي
صداقاتُ هذا الدهر كُفرٌ وإنما
نعود لها قسْرًا لنِبْلِ القلائلِ*
أَلا ليلةً فيها نديمٌ وخمرةٌ
وعَودةُ مفقودٍ للهفةِ سائلِ
نُسَامرُ فيها النجمَ والشعرَ والهوى
ونعتنقُ الإغواءَ في كأسِ نادِلِ!
نُمارِسُهُ دينًا وعِشقًا وقُبلةً
تكونُ بهِ الأحضان دونَ فواصلِ!
أُسِلّمُها قلبي حنينًا ونبضةً
وأَضرِبُ أُسَّ اثنينِ عدًّا تنازليْ