لأنـّــكَ أطولُ الأقواسِ قابـــــــا
وأمضى مَنْ على الدُّنيــــا حِرابا
لأنــّـكَ سيّدُ السّــــاداتِ كُنّـــــــا
وسوف نظـلُّ للأحــرارِ بــابـــــا
لأنّــّـكَ أيّهــــا الأردنُّ كَـــــــرْمٌ
بهِ نبتَ السّخـا يومــــــاً وطــابـا
إذا الأزمانُ شَحَّ بهــــــا كِـــرامٌ
فبالأردنِّ أكْمَــــــــلَتِ النِّصابـــا
أيــــــا وطنــاً بِحَجمِ الورْدِ فينـا
حَنَتْ كُلُّ البـــــلادِ لهُ الرّقــابـــا
تخِرُّ لكَ الشّوامِــخُ رافِعــــــاتٍ
إلى العليــــــاءِ دمْعـــاً مُستجـابا
وتحمِلكَ القلوبُ على يديْهــــــا
نَبيــــــاً لا يُشقُّ لــــــهُ عُبابـــــا
فدَتْــــكَ بكُلِّ نـــــائِبـــــةٍ نفوسٌ
أذابتْ نارُ همّتِهــــــا الصِّعــابــا
رِجـــــالٌ يشربونَ الموتَ مـاءً
ولا يُسْقَونَ مِــنْ ذُلٍّ شـَـــرابــــا
إذا سَألَتْ عن الهِمَـمِ المَنايــــــا
أطلّوا مِن ثنــــــاياكَ الجوابـــــا
ولا يهتــــــزُّ جَفنُكَ ذاتَ ريــحٍ
ولــو يطهونَ مِنْ جوعٍ تُرابــــا
هيَ الدُّنيـــــــا إذا ما طالَ ليـلٌ
أضأتَ بقلبِ عَتمتِهـــــــا شِهابا
وكُنتَ لهــــا على الأيــامِ سَهماً
إذا ترمي بـــــهِ فخراً أصابــــا
وكنتَ بجبهةِ التـّــــاريخِ وشْماً
وكنتَ لقارئِ المجدِ الكِتـــــابــا
على شُحٍّ فرشتَ الأرضَ قمحاً
ومِنْ عينيكَ أسْقَيتَ السّحـــــابا
لأنكَ يـــــــا أبا الأحْـــرارِ حرٌ
تظلُّ لِصدعِ أمّتنـــــــا الرِّئابــا
تُظلّلهـــــــا بِغُصْنِكَ مِــنْ لهيبٍ
يَكـــــادُ يُحيلُ جنّتَهــــــا خَرابا
وكُنتَ لهـــــا على ضِيقٍ مَلاذاً
ومِنْ بُردَيكَ تُلبِسُها الثّيـــــــابـا
لأنـــكَ سيّدُ الأحـــــــرارِ تبقى
بِوجـــــهِ العادياتِ ثرىً مُهابـا
ونَبقــــــى والحوادثُ دائـِـراتٌ
نُغنّي مَجدَكَ العالـــي عَتابــــا
ومَهمـــا طــالَ ليلُ العُسْرِ نَأبى
لغيرِ تُرابِ عزّتِـــك انتِسابـــا