عبرت إلى أعماقها الأسطورية ، متسائلا عن الذين بنوها وأبدعوا في نقوشها
الخلابة وفنها المعماري المذهل،لكنها صامتة لا تفصح بالجواب ! وخرجت منها
وسؤال الوجود يلف غموضها وأنوثتها الحجرية ،الملونة ، وتاريخها البعيد المغلف بالأسرار وصهيل الفرسان وحكايات الصبايا الحالمات ، التي بكل أسف لم تصل إلى أسماعنا الظامئة لمعرفة ما حدث هنالك .
البتراء
شممت فيك رحيق الماء في الحجر
يا درة الزمن الماضي من العصر
أتيت ابحث عن أطياف حاضرة
الأنباط أكسر شوقا ظل من صغري
وحين أعبر في السيق القديم أرى
مواكب الغيد تدنو منك في حذر
تداعب القلب في أنفاس أغنية
قديمة تتجلى فيك كالقدر
ما زلت واقفة والناس قد رحلوا
وأنت بارعة الألوان في خفر
بتراء بنت الزمان الفذ ما فعلت
بك الليالي وما قد ظل أثر
أين الذي بنوك اليوم ما فعلوا
تناثروا صورا يا محنة الصور
زرعت فيك أحاسيسي وعاطفتي
وما مضى من حديث تاه في السفر
جاءت قوافلهم والريح عاصفة
من عهد حارثة في البدو والحضر
حلت بيضا وآلاف الجمال على
أبوابها تتراغى في مدى البصر
تلك الصهاريج من ماء الندى امتلأت
من كل هاطلة بالغيث والمطر
أهلوك صاروا أحاديثا وأخيلة
في سالف الدهر يا بتراء فاعتبري
ظلت تقاوم روما وهي ظالمة
حتى تهاوت بقطع الماء في السحر
رفيعة القدر والأنباط قد ملكوا
كل الممالك بين الرمل والشجر
من أرض بصرى وحتى الفاو في الربع
الخالي إلى القرية البيضاء في ظفر
القرية البيضاء : هي الحوراء ، او اللوكي كومي إسمها النبطي .