لَمْ يَبْقَ مِنْ تَعَبِ السّنينِ
سِـــواهُ
لَمْ يَبْقَ مِنْ آثــارِهِمْ
إلاّهُ
ما زالَ يُمسِكُ بالكَــلامِ
لَعَلَّـهُ
يَرتَدُّ مِنْ وَجَـعِ الفراقِ
صَــداهُ
قد ظلَّ مُتّكِــــــأً
على عَتَباتِــــهِ
حتى أذابَ بُكاؤهُنَّ
عَصــَـــاهُ
جُدرانُهُ الخَضراءُ
تكتُمُ غَيظَــهُ
فتَفيضُ شَوقاً للخُطى
عَينــــاهُ
في بابِهِ المفتوحِ
نحوَ رُجوعِهِم
قَرأَ الزّمـــــــانُ عِتابَهُ
ورَجاهُ
مِن أينَ يبتدِئُ الكـــــلامَ
وقلبُـــهُ
نَسيَ الحُروفَ
وأُلغيَتْ شفَتـاهُ
يا أصدَقَ الباقينَ
بعد غيابِنــــا
تركوكَ تجتَرُّ الحنينَ
وتاهـوا
تركوا شَبابيكَ الحَكايا
وَحْدَهـا
تبكي مع البيتِ العتيقِ
صِباهُ
رَحَـــــلَ الّذينَ يُحِبُّهُم
فكَأنَّمـــا
برحيلِهِم قد “خَتْيَرَتْ”
قَدَمـاهُ
بــــــــاقٍ يقولُ
لِمَنْ يَمُرُّ بِقُربِهِ
إنَّ البُيوتَ لأهلِهــــــا
أشبـاهُ