كامنٌ بين وثبتي وسكوني
أقرأ الدمعَ قبلَ نطقِ العيونِ
كامنٌ .. والبريةُ العمْيُ صِفرٌ
عن يساري وحفرةٌ عن يميني
والرؤى الخضْرُ وهْي كالحلم تخفى
عن ظنونٍ وتُجتلى عن ظنونِ
لا ترى مدخلًا سوى بابِ شكّي
لا ولا مخرجًا سوى من يقيني
أمدحُ الزهرَ وهْيَ بعْدُ اقتراحٌ
غامضٌ في خيالِ غيمٍ جُونِ
أُنصفُ النارَ أن يطال ذُراها
سائلُ الماءِ؛ وهْي مثلُ السجينِ
وأرى الموتَ عالقًا كالضحايا
عاجزًا دون شهوةِ السكّينِ
منذرٌ بالفناءِ قومًا كأني
ناطقٌ عن فمِ الغدِ المجنونِ
لم أسِرْ في الزحامِ إلا لأرويْ
حكمةً ما من ارتكابِ الجنونِ
بشرٌ كلنا..؟!
أنا لستُ منهم
هم لهم دينهم ولي _ بعْدُ _ ديني
إن همُ أشبهونِ جسمًا فإني
فكرةٌ محضةٌ وهمْ محضُ طِينِ
دون أن يُبصروا ضبابٌ كثيفٌ
أين هذا الضبابُ يا عُمْيُ دوني؟
ينحتون خلودَهمْ فوقَ فِجْلٍ
وأنا ناحتٌ على يقطينِ
أنا عمري في فكرتي لا سواها
فلتطولي أو فاقصري يا سنيني
(أنا تِرْبُ الندى وربُّ القوافي
وسِمامُ العدى) وليثُ العرينِ
أنا مَن سار فوق ماءِ المعاني
لغدٍ في فمِ الرؤى مكنونِ
بفمِ مُصْلَتٍ.. بجرأةِ سيلٍ
بيدَيْ بارقٍ.. بصمتِ كَمينِ
واثبٌ .. كل خفقةٍ فيّ رجعٌ
لصدى وقْعِ خطوةِ التمكينِ
لا يرى الشعرُ غيرَ دمعيَ وِرْدًا
وهْو يروي عِطاشَهُ من مَعِيني
إن جرى في العروقِ صفّقَ قلبي
أو جرى في الدموعِ رفّتْ جفوني
كامنٌ .. بين وثبتينِ وهذا
عقربُ الوقتِ نافرٌ من كُموني