الحنين إلى الزمن الجميل/بقلم:الشاعرعبده مجلي

عُد بي قليلاً إلى الماضي الذي أهوى
إلى حياةٍ بفيضِ المَنِّ والسَّلوى

عُد بي لأمسٍ بهِ الأحلامُ قد بَسُمَت
إذْ كانت النفسُ في دُنيا المُنى نشوى

عُد بي لِقَومٍ شُعورُ الودِّ يَجمَعُهُم
في قلبِ طِفلٍ وَديعٍ يأكُلُ الحَلوى

عُد بي ودَعني لَعَلِّي أستريح فَبي
مِنَ الزمانِ هُمومٌ تُخْجِلُ الشكوى

تاهَتْ حروفي فلا بلقيسُ تمنحُها
لَحنَ الأماني ولا غَنَّت بها أروى

أوّاهُ حُلْمي تلاشَى كالسرابِ سُدىً
والروحُ صارت على الآلامِ لا تَقوى

تَبَّاً لِعَصرٍ بهِ الأنذالُ في تَرَفٍ
والحُـرُّ فيـهِ أسيرُ الكَـربِ والبلْـوى

جَوْرٌ وقَتلٌ وأهوالٌ وأوبئةٌ
مَن لا يَموتُ بَحَربٍ ماتَ بالعَدوى

ضاعَ الإخاءُ وأنوارُ الوفا اْنطفأت
ماتَ الضميرُ فأينَ الدِّين والتقوى

ما قيمةُ العَيْشِ للإنسانِ في زَمَنٍ
فيهِ البقاءُ عديمُ النَّفعِ والجَدوى

يا لَهْفَ قَلبٍ أذابَ الهَمُّ مُهْجَتَهُ
و وَيْحَ نَفسٍ بِنيرانِ الأسى تُكوى

للَّهِ أشكو ويَكفي أنَّهُ أمَلي
حَسبي بأنّي أُناجي عالِمَ النجوى

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!