إذا كان الدعاء يردُّ روحاً
أعاد المُسلمين إلى الوجودِ
ولو شَهِدَ التراب على ذليلٍ
أدان جباههم عدلُ الشُّهودِ
تراهمُ سُجَّداً للخلق ذُلّاً
وخالقهم غريبٌ في السِّجودِ
ودين الله والقرآن منهم
براءٌ كالمسيح من اليهودِ
وقوفٌ في الصلاة بلا صلاةٍ
وخوَّانون للدم والعهودِ
وجبَّارون جبّارون جداً
ولكنْ في التَّبلُّد والجمودِ
وفيهم قوةٌ عظمى وبأسٌ
وإصرارٌ على سحق النُّهودِ
وتحسبهم رجالاً حين يُدعى
الرجال وهم محانيث القرودِ
وأشهد أنهم أمضى سيوفاً
إذا اْلتقتِ الجمال على الحدودِ
وإنْ غضب الرئيس على رئيسٍ
فيا ويل الشعوب من الجنودِ
وكم بالله أشرك شيخ دينٍ
وآمن بالمسدّس والنُّقودِ
وعادى ما رآهُ الأمس حقاً
ونادى بالمشانق والقيودِ
وأصبح كل ملتحفٍ بذلٍ
ومُنحطٍّ مثالاً للصُّعودِ
يبالغ في الدُّعاء على قتيلٍ
وللسيَّافِ يدعو بالخلودِ
ويضحكني حديث أبي وأمي
وأيام القبائل والجدودِ
وفخرٌ بالرجال ونحن قومٌ
إذا قام الرجال من القُعودِ