الراحل
تمشي ثمة أصوات في آخر سفر جبري تكسر صوتك
وضجيج يمسح ذاكرة البحر يثور صمتك
تمشي وحدك ، والشارع يتلوى كالافعى
والأوراق الصفراء تساقط فوق الرأس المحني
والليل الساكن يمطر احزانا تذرف دمعك.
هل غادر ذياك المنفي الدار؟
قلت: غادر عند طلوع الفجر،
لا تثريب عليك اذا ما غادرت، اركب قارب اوجاعك وامض، عل السفر يضمد جرحك.
بعد خريف العمر الشارد في النسيان
لا تأسف يا الراحل فمدينتك الحجرية
قتلت كل عصافير الشوق
ومسحت نجمك.
كنت كما الورد الجوري تفوح أريجا
لكن رياح الزمن الآثم مزق ذاكرة الآس
وأسقط وعدك.
دع تلك اللسنة الخشبية
تعلك سيرتك المأساوية ، الصبر جميل
لكن الصبر تمخض في الزمن سرابا حطم قلبك.
وحدك تمشي، تتأود كالغصن الناحل
وجليد الأيام يضمك
تقرأ أبيات النسيان
وتودع مملكة الأشباح،
وتؤوب الى جبل العزلة في غابات التيه
عل العزلة تغسل همك.
فاطلق بسماتك بين الأشجار
فما من أحد يعرف أينك.