الشاعران محمد عياف العموس وأحمد طناش شطناوي وسجال شعري

إن صديقي اللدود محمد العياف العموش هذا الشاعر الأنيق، لم يكف عن استفزاز قريحتي، فبعد منشوري السابق أتاني بقصيدة غزلية وارفة الظلال فتفيئت تحتها قليلا ثم نصبت خيمتي وأنشدته قصيدة ردا على ما أتى به، ولكني أقول لك يا عموشي تباً لشيطانك فقد اخرجتني عما ألِفني القوم
ساترككم مع المساجلة

***********************************************************

يقول الشاعر محمد العموش 

ســــرَّاً ستبتسمينَ ، حين أتمتـمُ
إني أحبُّــــكِ ، ضـــاحكاً أتألــم

وستُــدهشينَ لجــــرأتي ، لكنني
بي من جنونِ الشـوقِ ما لا يُكتمُ

وستسألين مـــع الجميع عن التي….
وأنا أصـــــدّق كذبتيـــــكِ وأبسُمُ

لـــكِ في الحديث فخامـــةٌ خلابةٌ
حتى أنا – بطل القصائد – أهـزم

ولــكِ ابتسامٌ في العـيـــون كأنّما
عينــــاكِ والثغـــرُ المطيب توأمُ

وبــــك انكسارٌ ما رأيتُ شبيهَــهُ
إلا كما حملــــتْ بعيسی مريــــمُ

وستحبسين الآهَ عـــــن أسماعهم
ولسانُ جمركِ في العيونِ يترجمُ

هـــذي المدينة بالهــــوی نمَّامــة
حتى الذي مـــــا قيـــل يوما يُعلمُ

حتی الخيـــــالُ إذا يزور مراقبٌ
وفــــمُ القصيدةِ بالفضــول مكمّمُ

يوما سنغتصبُ الصــلاة برغمها
وسيصمتـــون ، ووحــــدنا نتكلّمُ

ماذا يضــــرّ القاعديــن على فمي
لو أنني عيــــن القصيدة والفــم ؟!

ماذا ستكسبُ حيــــن تحرمُ شاعراً
وجميلةً مــــن فرصــــة فتنعمّـــوا

ماذا ستخسر حيــــن تغمضُ عينها
عــن عاشقيْن من التصبّــر أتخموا

فأنا إمــــــامُ العاشقين ، وخلفَــــــهُ
رُصّتْ صفوفٌ بالمشاعر أحرموا

لا ماءَ في هذي المدينة ، فامسحوا
بقلــــوبكــم ووجــــوهكم وتيمّمـوا

إن كانــــــتِ الفردوسُ في تفريقنا
حان التـــــلاقي والمكــــانُ جهنّمُ

——
  أحمد  طناش  شطناوي  يرد : 

لا ســـــرَّ في إقبـــالها يتجَّــهـــمُ
إنَّ العيـــــــونَ لبعضها تتكــلّــم

ومن الجفونِ ذهولُها مــع رعشةٍ
ليبــــوحَ بالسِّر العظيــم المبسَــمَ

ولَكَم عرفتِ من الفصاحةِ سـادةً
لـــم ينطقـــــوا حتى يبوح الأبكمُ

لكنَّـــه يا بنـــتُ جــــــاء مطـوِّفاً
يسعى وفي الشوطِ الأخير المَغنَمُ

مذ أعـلـن الإحـرام في محـرابِها
بلـــغ السلام من الهيام المُغْــرَمُ

مــدّ الأكـــفَّ مصافحاً أو ليتَــهُ
همّــتْ بـه، مَن ذا بهــذا يسلَـمُ؟

كفّان من عـــرقِ الغرام تشابكا
فبــــدا له مــــن لمسها ما يُفهَـمُ

يطـــوي الحنين بلهفــــةٍ صيفيةٍ
متطاولٌ، نحـــو العناق المَزعَمُ

وبلهفةٍ أخــــرى تداعى بعــدها
طمـــعُ المحبِّ وقـــد بدا يتوسَّمُ

يدنــو الشهيق من الزفير، فقبلةٌ
ليسيل من قلـــق الشفـــاه البلسَمُ

ويحيكُ مكـــر العاشقين قصيدةً
تُغني الذي في عشقه لا يُرحَـمُ

لا هَيْـــتَ من أثر القميص تقدّهُ
فالبعض من شغف الجميع يُقدَّمُ

أوَفلكُـــكَ المثقــوب أبلغُ شـــدةً
أم ذا الـــذي في فلكـــه تتعلَّـــمُ

ويعــودها يحني الحنين مراوداً
هيهات، ليـــت، لعلني لا أحرَمُ

إذ يهمس المعسول في أرجائها
إني اللهيب من الأصابع أضرَمُ

إن كنتِ من برد الجنان حبيبةً
ستطوف في حرم الجنان جهنم

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!