الشيخ أحمد في الخيرات مفضالُ
وقائمٌ في أمور الحق فَعَّالُ
وفاضلٌ في دروب الخير تحملُهُ
روحٌ يطيبها بالذِّكر إجلالُ
قلبٌ تضمَّخَ بالتقوى وليس لهُ
في صفحةِ المجد أشباهٌ وأمثالُ
ومن تَنَزَّه عن دنياه مقتنعًا
بجنة الله لا تغريه أموالُ
إنْ خَيَّبَ الدهر في أرجائنا أملًا
فعنده ينجلي للفضل آمالُ
يسابق الطير نحو المُعوزِين ولم
ينم بكفيه عند البذل مثقالُ
كالغيث تبتهج الدنيا بعارضه
وإنَّهُ بالعطاء الجمِّ هطَّالُ
وإنّ صفحته البيضاء نيّرةٌ
له على قبب الأمجاد تمثالُ
أعراشُ مأربَ لا تحصي موائده
ونهره العذب لا تُخفيه آزالُ
لو أنَّ كل غنيٍّ يقتفي أثرًا
منهُ لما كثرتْ بالفقر أسمالُ
وما رأينا جموعَ المتعبين ولا
تزاحمت في دروب الجوع سُؤَّالُ
ما كنتُ أستعطفُ المعنى ليوقظني
إلى المديح وإن ضاقت بي الحالُ
لكن لمثلك يا ابن المجد منزلةٌ
وفيضُ جودٍ وإحسانٌ وإقبالُ
دعني أغني بلحن الشعر ممتدحًا
فللقصائد في التاريخ مَوَّالُ
يا فخرَ حجةَ أنتَ الحاتميُّ إذا
بذلتَ والبذل من كفيك ينثالُ
هذي قوافلُكَ الكبرى مُحمَّلةٌ
بما تنوء لها في الأرض زلزالُ
قالوا بحمدك أقوامٌ وما كذبوا
في مدحهم واليقين الحق ما قالوا
مهند في عوادي الحق منتصرٌ
على البغاة وفي الهيجاء رئبالُ
كالصقر والصقر لا يختار مسكنه
إلا بروج الأعالي وهو رحالُ