وحدَكَ الآنَ تملكُ الأرضَ
فافترِشْ قلبَها
ثُم نادي :
أنا سادِنُ البحر .. والفجرِ .. والبر
أنا حافظ السرّ
حين يصيرُ دمي حارساً لبلادي
يصغُرُ الموتُ ..
تكبَرُ روحي
تصيرُ المسافةُ بيني وبينَ السماءِ
على بُعدِ ضغطةٍ مِنْ زنادي ..
افترِشْ قلبَ هذا التراب
ونادي :
هذا دمي فالتزرعوهُ سُيوفاً تغورُ بِصدرِ الأعادي
هذا فمي ..
فالتقرأوهُ .. ليُدرِكَ كلُّ زُناةِ المنابرِ
كيفَ يكونُ جهادُ الكؤوسِ ..
وكيف يكون جهادي
————-
وحدكَ الآنَ تملكُ الأرضَ
والعِرضَ
فاخْلُدْ إلى المجدِ بعدَ هذا التَّعبْ
وحدكَ الآنَ تلبِسُ الشمسَ ثوباً
تعتلي ليلَ هذي البِلادِ
التي تكتفي بالحدادْ ..!
صدرُكَ الرَّحبُ بستانَ لوزٍ
سُعالُكَ في آخرِ الرّوحِ ماءٌ
أفاضَ علينا كنهرِ عنبْ ..!
لكَ الآنَ أنْ تستريحْ ..
فقد كانَ موتُكَ عُرساً جميلاً
وموتُ الكلابِ الذينَ قَتَلْتَ قبيحٌ
قبيحْ ..
——————
وحدكَ الآنَ تكْتُبُ المَجدَ أغنيةً مِنْ إباءْ ..
ونحن أمام بهائكَ جوْعى
فأيُّ الشّجاعةِ تملكُ كيْ تركَبَ الرّيحَ دونَ انحناءْ !
وكيف استطعتَ اختصارَ الرُّجولةِ في ساعتين
ترجّلتَ عنْ صهوةِ العُمرِ دونَ التفاتْ
كأنَّكَ تحيا إذا ما تموتُ
ونحنُ الّذينَ على قيدِ هذي الحياةِ
نعيشُ المماتْ ..!
بأيّ اللغاتِ كتبتَ البطولةَ سفراً من العشقِ
أيُّ اللغاتْ ؟
وما كانَ قلبُكَ حينَ شرِبْتَ الرّصاصَ وحيداً
ونحنُ نصفِّقُ خلف زجاجِ الحمايةِ ضدّ الرصاصِ
وضدّ الشّرفْ ..
ونلعقُ فنجانَ قهوتِنا في تَرَفْ
يا لِهذا القرف ..!
———————–
وحدكَ الآنَ حيٌّ
فكيفَ تُقيمُ السماءُ عليكَ بيوتَ المآتمْ؟
وكيفَ يُشيِّعُكَ البحرُ .. والشِّعرُ
والقهرُ .. والناسُ
والذكرياتُ
ونوْحُ الحَمائِمْ !!
كيفَ يموتُ الذي يركَبُ الموتَ
خيلاً تُقاوِمْ !
أيَقتُلُهُ الموتُ ؟
كلاّ ..
أيقهرُهُ الموتُ ؟
كلاّ ..
فَهَلاّ تَركْتُمْ عيونَ الحبيبِ لكي تستريحْ ..
لقد أتْعَبَتْهُ الرّصاصاتُ وهيَ تفجر تلك الجماجِمْ !!
ولا بُدَّ نائم !