الفتنةُ الملقاةِ/ بقلم:عبد الرحمن حسن

كأنْ تعْبُري في الشّكِ غيبًا وتسْألي
لمَنْ هذهِ الألواحُ والوَيْلُ؟ – قُلتُ ليْ

كأنْ تصعدي نخبًا، وأسقطُ نشوةً
على الفتنةِ المُلقاةِ رأسينِ مِنْ عَلِ

كأنْ تُطلقي حتفًا إلى التيهِ حافيًا
وأنْ أستردَّ الروحَ مِنْ قيدِ أُنْمُلِ

كأنْ تُشعلي في البالِ طيشًا لتُطفئي
من النّهدِ حتّى النَّهدِ ما كانَ يصطلي

كأنْ تُفزعي ما بينَ قوسينِ طائرًا
على غصنِهِ حتَّى يفِرَّ وتدخلي

كأنْ تُغمضي طرفًا وأوقِظَ آخرًا
لكي تشردَ الأحلامُ ما بينَ مكحلِ

كأنْ تُغرقي في البحرِ برًّا فإنْ نجا
نجوتُ، وإلَّا لا نجاةَ .. تخيَّلي !!

إذا ماجَ بينَ الخصرِ والموجِ شاعرٌ
وما ثمَّ إلَّا أنتِ .. مَنْ سوفَ يعتلي؟

أألقاكِ؟ أم أنَّ العناوينَ أضْمَرَتْ
تضاريسَ منْ غابوا وهيهاتَ أوَّليْ؟

أأنساكِ؟ أم أنَّ الأساطيرَ حرَّفتْ
عناقيدَ مَنْ روَّوا شفاهي بحنظلِ؟

أهذا هو الأحلى الأمرُّ معًا؟ – نعم
يسمُّونَهُ العشّاقُ “ضربًا بمقْتلِ”

ولو أنّهم ردُّوهُ ليْ لفَتنْتُهُ
وأسْميتُهُ المجنونَ، لولا تَعَقُّلي

لِلَيْلاكَ في النصِّ الأخيرِ كنايةٌ
لأُخْراكَ في المعنى؛ فمِنْ أينَ تنْجلي؟

ومن أينَ تنجو؟ قلتُ: منذُ تمرَّدتْ
مواويلُنا والنَّهرُ بالنَّهرِ مُمْتلٍ

وهذا فمي يا ماءُ إنْ شئتَ دُلَّني
على غيمةٍ سمراءَ تكفي تبلُّلي

ويا بنتُ ماذا بعدُ؟ إنْ شئتِ فاعبري
إلى الضفَّةِ الأشقى وإنْ شئتِ فاهطلي

ولا تمنحي المعشوقَ عينيكِ إنَّما
أنا شاعرٌ والشِّعرُ لِصٌّ تسلَّلي

إلى قلبِهِ كالشَّكِ، كالعطرِ، كالنّدى
وكالحدسِ تِلوَ الحدسِ يا بنتُ أقْبلي

ولا تتركي حبلَ المكيدةِ سانِحًا
لتأويلِهِ؛ حتَّى إذا كِدْتِ .. فافْعلي

وكِيدي، وكِيدي، ثُمَّ كِيدي فإنْ أبَا
فرُدَّي عليهِ القَدَّ قَدًّا وقبِّلي

تقولينَ: لا حبرٌ يجاريكَ فانتظرْ
أقولُ: ولا صُبحٌ يساويكِ ..فاعدلي

أتدرينَ؟ لا جدوى منَ البوحِ كلّما
تشبّثتُ بالأشياءِ حلَّقتِ فانزلي

منَ النصّ كي أرتادَ حتفًا ونستوي
أنا وانسكابي والمجازُ بمنزلِ

وقولي إذا ما الليلُ أرخى جفونَهُ
وهل كلَّ محبوبٍ بمحبوبِهِ خلي؟

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!