القادمونَ/بقلم:عصام أحمد عبده

القادمونَ عَوَاصِفَا وسِيُولًا
مَلَؤوا الأَزِقَّةَ حِيرَةً وَذُهولا

القَادِمُونَ الآَنَ مِنْ خَلْفِ المَدَى
يَتَحَدَّرُونَ أعنَةً وَخيولا

بَرْدَى يُزَفُّ النُّورَ فِي أَفْوَاجِهِمْ
وَدِمَشْقُ تَلْبَسُ صُبْحَهُمْ إِكْلِيلا

هَطَلُوا عَلَى الأَسْمَاءِ فَانْتَخَبَتْ لَهُمْ
مُدُنُ اللُّغَاتِ مِنَ الْمَجَازِ رسولا

هُم يُشْعِلُونَ الآنَ ليل حصارنا
وَأَصَابِعُ القَمَرِ الجَدِيدِ فَتِيلا

مَرُّوا عَلَى الطُّرُقَاتِ،
صَافَحَ عِطْرُهُمْ جَدْبًا
فَأَضْحَى بالندى مَبْلُولا

وَتَسَرْبَلُوا بِالضَّوْءِ مِلْءَ جُفُونِهِمْ
جَاءُوا فَكَانُوا الشَّكَّ وَالتَّأْوِيلَا

وَقَفُوا عَلَى الشَّرِفَاتِ مِثْلَ أَهِلَّةٍ
فِي كُلِّ رُكْنٍ أشعلت قَنْدِيلا

قَرَؤُوا عَلَى الصَّحْرَاءَ سفرَ جُنُونِهِمْ
وعلى القلوب تنزلوا تنزيلا

تَتَصَدَّعُ الرَّبَواتُ مِنْ تَرْتِيلِهِمْ
لَكَأَنَّ فِي أَفْوَاهِهِمْ جِبْرِيلا

عَهْدًا عَلَى الشُّهَدَاءِ، أُوفُوهُ لَهُمْ
وَاسْتَغْفِرُوهُمْ بُكْرَةً وَأَصِيلا

رَفَعُوا القُلُوبَ عَلَى الأَكُفِّ مَآذِنا
وَتَعَمَّلَقُوا فَوْقَ النَّخِيلِ نخيلا

حَكَمُوا عَلَى الطَّاغُوتِ شَرَّ نِهَايَةٍ
وَعَلَى الظَّلَامِ بِأَنْ يَخْرَّ قتيلا

…….
مَرُّوا عَلَى لُغَتِي خِفَافًا،
أَمْطَرُوا شَغَفًا،
وَأَهْدَوْا حَيْرَتِي إِنْجِيلا

يَا شَامُ كَمْ لِي فِي رِبَاكِ أَحِبَّةٌ
هَاك الفُؤَادَ لِحُزْنِهِمْ مَنْدِيلا

قُمْ هَيْئْ الثُّوَّارَ إِنَّ قِيَامَةً
فِي البَابِ تَزْرَعُ خَنْجَرًا مَصْقُولا

واصْدَحْ بصوتِكَ ما استَطَعْتَ مُرتِّلاً:
يا ليلُ صَنْعا لَنْ تَدُومَ طويلا

عَشْرٌ مِنَ الأعْوَامِ غَابَت ،،
مَا الَّذِي …؟
كَانَتْ تُرَبِّي أَنْجُمًا ووعُولا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!