أَغتَرِبُ لا أُجيدُ قَرارا
وأفقُدُ في الرُّؤيةِ إبصارا
جُلُّ الأمرِ قَد غَابَ طَيفُها
الهَجْرُ زَادَ بالمَلقى إفتِقارا
وفي وَاحَةِ الدُّنيا ما يَثكُلُ
دُونَها وهي تَطرَحُ الأَعذارا
ما يَنفَعُ إنْ لَبِسْتِ الوَهَنَ
أقمَارُ الدُّرُوبِ أَمسَتْ عِثارا
في لَفيفِ الظُّلمَةِ وَحدَهُ
حِدسُ القَلبِ يَملُكُ الإبحارا
أنَّ لِمَنْ تآلَفَها الهَيـمُ
ألاَّ تُبعِدَ يُمناها الأخطارا
إنهَدَّ الجَفْنُ يَرمُقُ الأمَلَ
لا يَملُكُ من الهَيفِ إصطِبارا
لا شيءَ في مَصَائِرِ الأمورِ
الظَمأُ عَنِ المُشتاقِ جارا
أقِفُ على فَريغِ الأهجَاعِ
ومَراسي العُمرِ تَبقى دِوارا
يَجلُبُ الرَّوعَ خَفَاءُ القَدَرِ
والمُحَتَّمُ يوماً ما إستَدارا