بعدتَ وأغراك الحريرُ المزركشُ
وعيشٌ كما الأنعام فيه تغششُ
كسولا من الإشراق مالاح بارقٌ
بمحمولك (الضليل) غمضا تدردشُ
*
ولو قُرأ القرآن فيه تدبّرا
لما كنت في عصر الكشوفِ تهمّشُ !
لهجتَ به إرثا ورتلتَ خاشعا
وقد كنت أحيانا من الذكر تجهشُ
*
ولكن بلا سبرٍ عميقٍ لما احتوى
كأنّ على الألباب قفلٌ فتكمشُ
جهولا إلى المعنى تسيرُ تلكّأ
كما لو تمشى في الدجنّة أعمشُ
*
وماعجبٌ أنْ قد تركتَ اذّكاره
لسحرِ تغاريدٍ عليها تغوّشُ
وقد طوّفت فيها اشتهاءات حالمٍ
وقبلتها المثلى فضاءٌ مفحّشُ
*
وإني لأستحيي من الله وقفة
وقد جئته صِفرا من الخزيّ أخدشُ
لأكسرَ عينيّ اللتين شغلتها
بلغوي وإسفافي وشعرٍ يحششُ
*
يقولُ : تدبّر قد تركتُ معابرا
تبلّغ أسراري إذا ما تفتشُ
حروفا كما الدرّ الثمين مكانة
على آخر الألواح بالنور تنقشُ
*
تفكّرَ في خلق السماوات عصبةٌ
فولوا على عرش النجوم وأدهشوا
توسّعُ هذا الكون أوحى ببدئه
فقاموا إلى سبر الفضاء ونبّشوا
سموّا عقول النور من غير شرعة
تناهت إلى الأسرار بينا تُجحشُ !!
*
ألم تأتك الآيات في الذكر حجة؟
تنبؤ عن خلقٍ عظيمٍ وتدهشُ؟!!
لآلاف من كشف العلوم موثّقا
وأنت عن الذكر الحكيم مطنشُ!!
*
علامَ( بإقفال القلوب) مخافة
رضيتَ من الظلّام جهلا يعشعشُ
وقد حاربوا الأنوار والهدي والنهى
ليبقى ولاء العرش دهرا ويبطشوا
*
تزوّد فما زالت إلى الله فسحة
لعلّ انصبابَ النور يلقى المفتّشُ …