على أوطاننا صرعى
نحوك القصدَ والمقصود …
قضينا عمرنا الدامي
نَشيدُ الحاضر المفقود …
وصرنا نسحق الماضي
ليعلو صرحنا المنشود …
وضاع الحلم في وطني
وتاه الجُهدُ والمجهود …
وما عادت براعمنا
على الأغصان تحفظها
أيادي العلم كالمعهود …
فأهدرنا معالمنا
وجزأنا مساعينا
وقسمنا مواسمنا
وصرنا نجني الثارات
أصنافا بلا عنقود …
وأضحى الجمع معتقدا
بأنَّ زعيم ثورتنا
يَشقُّ بصوتهِ الجُلمود …
******
لماذا كلما ثرنا لنجدتنا
إذا بالظلم يحصُدنا ويزرعُ
في دروب القادمين الخوف ؟! …
لماذا كلما دارَ الزمان بنا
يُطلُّ المَكرُ ملتويا على
أعناقنا كالطَّوف ؟! …
لماذا جفَّتِ الأفكارُ
من ينبوعِ حِكمتنا
وصار الجهلُ يصنعنا
ويبني فجرنا بالسيف؟!
******
أمانينا تناءت عن مكانتها
وفاءَ الظِّلُّ في أحيائنا
دَهرا بلا معنى …
وأضحى الظلمُ دستورا
يقاضي صبرنا جورا
ويُقصي فكرنا الأسمى …
وتُهنا في طرائِقنا
وصرنا مَحض أوراقٍ مكدَّسةٍ
بجُنحِ المَنهجِ الأدنى …
وصرنا نَنجُبُ الأوباش
أحياءً وأمواتا
ونُخفي مَجدنا الأوهَى …
******
فلول الرجسُ ترشدنا
وترمي عُمق منهجنا
بأحجارٍ ملوّنةٍ
وتَعنو قتلنا قربان …
ويسمو حضرة الوالي
ليلقي من كِنانتهِ
على الأتباعِ مُنتَفشا
معاني الصَّبر والسُّلوان …
فلا التحرير يسمعنا
ولا سبتمبر المنسي
ولا يشدو بنا شمسان …
سماءٌ فوقنا بَهوٌ
وأرضٌ تحتنا شَجوٌ
وأعوامٌ تلاحقُنا
وأنغامٌ تُجرِّدنا
يُغنِّي لحنها فَلتَان …