إني كفرتُ
بمذهب التّقليدِ
وبمذهـبِ الكُتَّـابِ بالتّحديدِ
أعني الذينَ
توحَّدت ألوانهم
حتى غَدوا(كجماعةِ الّليكودِ)
من يسلبون
من النصوص مفادها
ويمارسـونَ هوايـةَ التّجريـدِ
ويهيكلون
رؤى المجاز وطالما
كتبـوا قصائدهـم بـلا مجهودِ
فجميعهم
متشابهونَ بطبعِهمْ
ومُكـرَّرون كـ نبــرةِ التّـرديـدِ
مُتناسخونَ
إذا نظرتَ لحاضرٍ
منهـم، رأيتَ ملامحَ المَفقودِ
وموحَّدون
إذا فقدتَ شويعراً
منهم
وجدتَ صداهُ في الموجودِ
إني كفرتُ
بهؤلاء وشِعرِهم
وعصمتُ إحساسي عن التّمجيدِ
لا يكتبون
سوى الفراغِ
وَهَكَذا… افتَقَرَتْ
معانيهــم إلى التّجسيـدِ
تبدو قصائدُهم
لفرط غموضها
وشرودهـا في غـايـةِ التّعقيدِ
ولـقد كفرتُ
بكلِّ قافيةٍ بـلا
نهجٍ سوى منهاجها التقليدي
وكفرتُ بالشُّعراءِ
إلا شـاعــراً
فتح المجال لفكرهِ التجديدي
ومضى يخطُّ الشِّعرَ
لا مُتمسِّكاً
بالمنهجِ الصُّوفيِّ والفرويدي
لي مذهبي الشِّعريَّ
لستُ مُقيَّداً
بمفـادِ شِعـرٍ قِيـلَ قَبـل عُقـودِ
لي روعتي العذراء
تقطرُ من فمي
شَهْداً بنكهتهِ أصبُّ قصيدي
فعلى مزاج الظّامئين
وذوقِهـم
من كل فاكهةٍ عَصرتُ نشيدي
وعلى كؤوس الدَّهرِ
أسكبُ أحرفي
خمـراً، لأسكِـرَهُ بغيــر شُــرودِ
ولسوف أتَّخذُ
الحداثةَ مَذْهَباً
للفـــنَ و الإبـــداعِ و التَّـوليــدِ
لا للضَّجيجِ
الفوضويِّ وغيرهِ
من فضفضاتِ الشَّاعرِ المَبلودِ
لا شأن لي
بالطّارئينَ فكلُّهمْ
في هامـشٍ أدنى بغيـر وجودِ
فالهامِشيُّونَ
الصغارُ وشعرهم
ينسـاهُــمُ التّـاريـخُ بالتّـأكيـدِ
والأدعياءُ
حروفهم تُبلى كما
يُبلى مع الأيَّـام حُسْـنُ الغِيـدِ