آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
كيف أشدو والناي بين يديا
تنفخ الريح فيه لحنا شقيا؟
كلما داعبته كفي تهاوى
باكيا واستفز قلبا شجيا
وإذا مر رجعه بندي
ترك الجمع يندبون بكيا
هو نايي الذي صحبت قديما
وبه كنت للحياة نبيا
ووفى لي حينا من الدهر لما
لم أجد رفقة وظل وفيا
كان نايي قبلا إذا ما تغنى
هيج الطير واستثار النديا
كان نايي عذب الغناء جميلا
قدسي الإيقاع رطبا نديا
ينتقي أجمل اللحون انتقاء
مثلما ينتقي الأديب الرويا
يعرف السهل عزفه حين يسري
ساحر الوقع لا يغادر حيا
ألفته في الحقل حتى شياهي
حين تغدو وإذ تؤوب عشيا
ما الذي مسه فعاد حزينا
فارغ القلب خافت الهمس عيا؟
لم اخنه ولا اسأت إليه
ذات عزف وكم اقمنا سويا
صنته عن موارد اللهو جهدي
وبه كنت في الحياة حفيا
ما تكسبت بالغناء ولا ارتدت
بلاطا لمن أراه دعيا
ما جفته يدي ولا ضقت ذرعا
بنجاواه أو أتيت فريا
إيه يا ريح ما عليك إذا ما
جزت بالناي لو مسحت المحيا
وأعدت الرضا إلى شفتيه
كي يعيد الرضا إلى شفتيا
هدهديه كما تهدهد أم
طفلها ثم قربيه نجيا
وأنفخي فيه من لدنك إباء
وارجعي لحنه السري سريا
إن نايي قد كان سلوى حياتي
وعلى عزفه نشأت صبيا
كنت أسقي به عطاشى قلوب
فترى فيه حين أنشد ريا
كان زادا لمن تململ جوعا
ويرى في صداه طعما شهيا
كنت آسوا به النفوس فتشفى
بعدما صارعت أثاما وغيا
كان نايي للناس واحة حب
تهب العاشقين عيشا رضيا
وأنا اليوم في احتياج إليه
فأعيدي يا ريح نايي إليا
