كان الكلام تذره الأهواءُ
ومدائن المعنى العميق هباءُ
وخرجت من باب القصيدة طائر
لا يحتويه إذا يطير فضاءُ
وشعرت أن مخاوفي مكشوفة
ورؤاي يطعن سرها الشعراء
فهتفت باسمك يا “أبا الزهراء”
إن المبتدا ليل وأنت ضياء
ولأنت آخر من يردد في صدى
الذكرى متى تتوقف الأصداء
ولمست باسمك صخرة تؤي البروق
إذا انكسرن فسال منها الماء
وقبست من ” سلمان” إثرا راكضا
لخطاك حتى أدرك الأخطاء
مذ أن سقطتُ على التوجس عاريا
ولأنت للباغي اليقين رداء
ولدس عطرك في السطور قصائد
يختال فيها النحو والإملاء
ولقد ومضت على الحنايا شمعة
إن أعتمت من حولنا الأسماء
فإليك حن الجذع ذات صبابة
وجرت إليك على السطور ظباء
ومدائن التاريخ أعتم دربها
إلا بذكرك ما يزال يضاء
وزرعت ما بين النساء عدالة
حتى رضين.. وما رضين نساء
وبعثت نحو العالم الدموي
بالحاء الحليم فضمه الباء
.
.
يا أيها المكي ذكرك غيمة
سالت لتبرد في دمي الصحراء
أجهشت بالحب العميق وغص
بالشوق العظيم إلى سناك بكاء
ولنخل مكة صرت في شجو النسيم
يهزني ملء الحنين لقاء
وأنا المحب الفاقد الكلمات
حين تضج بالحب الشديد دماء
ما حيلتي إن ما شفعت لعثرتي
وأنا الظلوم المذنب الخطّاء
وقصائدي هجس القوافل للبعيد
ولحن حادي العير حين أفاؤا
وعلى المشاعر إذ نسينك يا ربيع
العمر أثلج في الضلوع شتاء
وإليك هذي أضلعي مشروعة
دربا لتعبر بينها ” القصواء”
ومشاعري رمل لخطوك راجلا
وبكل جزء في هواي ” قباء”
ووجيف قلبي قرعه بأكف من
بصروا طلوعك والشفاه غناءُ