آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
بين الإقامةِ والترحلِ ذاتُ
سلخت ملامح وجهها المرآةُ
تدنو إلى أندى الجراحِ لتنتقي
جهةً فتولدُ في الجهاتِ جهاتُ
وترى الحبيبةَ في عيونِ جراحها
وكأنها المصباحُ والمشكاةُ
من كل ناحيةٍ تفوحُ حبيبتي
وقصيدةٌ ومواطن وحياةُ
وبكلِ أحزاني تضيءُ ،ولي أنا
ذاتٌ منابعُ حزنها أشتاتُ
وطنٌ يجفُّ من الرجالِ وقريةٌ
ذبلت على أفواهها الناياتُ
وأبٌ يذوبُ من الحنينِ وحزنهُ
النبويُّ ذكرٌ دائمٌ وصلاةُ
وأخيتانِ وقبرُ أمٍّ كلما
قبلتُهُ ازدحمت بيَ الجناتُ
ورؤىً تفتشُ في أزقةِ غربتي
عني لأني مُذ خلقتُ شتاتُ
من أي نبعٍ جئتِ يا أنثى الرؤى
نحوي لتورقَ داخلي الطرقاتُ !
من أي نبعٍ جئتَ ياحُزن القُرى
ليلاً ليبكي في دمائي ( القاتُ)!
من أي نبعٍ جئتِ أنتِ لترسمي
وجهي وكلي أوجهٌ وذواتُ !
من كل حزن ياحبيبةُ لوني
فرحي فأنتِ اللونُ والفرشاةُ
مدي فصولكِ فيَّ كي أمضي إلى
بلدي، فكلُّ فصولهِ مأساةُ
كوني معي غيماً يهدهدُ رحلتي
فالراحلون بغيرِ ماءٍ ماتوا
وأنا أخافُ بأن أموتَ وفي دمي
شعبٌ حياةُ الناسِ فيهِ مماتُ
إني أخافُ من المقامِ ورحلتي
وتخافُ من خوفي لها الغاياتُ
وأنا هنا بين الإقامةِ والنوى
تحتارُ كيف تمرُّ بي الساعاتُ
وهواكِ يكبرُ والمسافةُ بين ذا
كرتي تفرُّ فتلتقي الأصواتُ
أي الجراح الآن أحملُ في دمي
وبكلِّ جُرحٍ أُمةٌ ولغاتُ؟!
